كشفت مجلة "نيويوركر" الأميركية النقاب عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقّع رسالة يلتزم من خلالها بألاّ يطلب من إسرائيل نزع سلاحها النووي، في مقابل أن تستمر في سياسة الغموض التي تتبعها في هذا الموضوع.
وذكرت المجلة أن مسؤولين إسرائيليين كباراً زاروا البيت الأبيض، يوم 13 شباط/ فبراير الفائت، وطلبوا الحصول على مثل هذه الرسالة، وأشاروا إلى أنها ستكون استمراراً لرسائل سابقة وقّعها رؤساء أميركيون سابقون وتتضمن إعلاناً فحواه أن الأميركيين يلتزمون عدم التدخل في ترسانة إسرائيل النووية التي تمتلكها، وفقاً لوسائل إعلام أجنبية.
وأضافت المجلة أن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمر طلب الحصول على توقيع ترامب والإدارة الأميركية، فقام ترامب بتوقيع الرسالة.
ونقلت المجلة الأميركية عن المؤرخ أفنير كوهين، المتخصص في الشؤون النووية ومؤلف كتابين عن البرنامج النووي الإسرائيلي، قوله إن الرئيس ترامب ليس الرئيس الأميركي الأول الذي يوقّع مثل هذه الرسالة، إذ سبقه كلٌّ من الرؤساء ريتشارد نيكسون، وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما.
وأشار كوهين إلى أنه في سنة 1969 توصلت رئيسة الحكومة الإسرائيلية في حينه غولدا مئير إلى تفاهمات شفهية مع الرئيس ريتشارد نيكسون تقضي بألاّ تقوم إسرائيل بإعلان امتلاكها الترسانة النووية، وألاّ تقوم بتجارب نووية أو باستخدام سلاحها النووي، وبأن الأميركيين لن يضغطوا على إسرائيل كي تنزع سلاحها.
وقال كوهين إن هذه السياسة استمرت أيضاً مع الرؤساء جيرالد فورد، وجيمي كارتر، ورونالد ريغن، الذين التزموا شفهياً عدم تغيير هذه التفاهمات. وفي سنة 1991، خلال حرب الخليج الأولى، شعر المسؤولون في إسرائيل بأن عليهم الانتقال من الالتزام الشفوي إلى الالتزام المكتوب، وذلك بعد أن صرّح الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في حينه بأن الدول العظمى ناقشت إمكان جعل الشرق الأوسط منطقة نظيفة من سلاح التدمير الشامل، بما في ذلك السلاح النووي، بسبب نتائج تلك الحرب. وأضاف أن الرسالة المكتوبة الأولى وُقعت سنة 1998 من طرف الرئيس الأميركي بيل كلينتون حين تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة في تلك الفترة أيضاً. كما أن الرئيس أوباما وقّع رسالة شبيهة، بعد عدة أشهر من بدء ولايته في البيت الأبيض سنة 2009.