•قال مصدر عسكري رفيع المستوى في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية إن قدرة الردع الإسرائيلية لا تزال قائمة إلاّ إنها باتت محدودة لكون الأوضاع في قطاع غزة تغيّرت، نظراً إلى أن قدرات العدو [فصائل المقاومة] تحسنت أيضاً، وأمست تضع مزيداً من الصعوبات أمام الجيش الإسرائيلي.
•وأضاف هذا المصدر، في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس (الخميس)، أن خطر اندلاع حرب في القطاع في الوقت الحالي أكبر من أي وقت مضى، لكنه في الوقت عينه أكد أن هناك من جهة أُخرى فرصاً جديدة للتوصل إلى تسوية، مشيراً إلى أن قيادة حركة "حماس" تعاني الآن ضائقة كبيرة من دون أي إنجازات أو حلول، وتخوض معركة من أجل البقاء، وفي مثل هذه الظروف يكون المناخ مهيأ للتنازلات في مقابل تغيير الواقع القائم. وأعرب عن تأييده تقديم سلسلة من المساعدات الإنسانية للقطاع، في مقابل تنازلات من طرف "حماس"، للحفاظ على قوة الردع. ورأى أن هذا الأمر يحتاج إلى اتخاذ قرارات استراتيجية بدلاً من الانزلاق في المنحدر والدخول في دوامة التصعيد.
•ولخّص المصدر الجولة الأخيرة من المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، التي بدأت ليلة يوم الاثنين الفائت واستمرت يوماً كاملاً، قائلاً إن التوجيهات التي وصلت إلى قيادة الجيش من المستوى السياسي كانت إعادة استتباب الأمن، لتتفرغ إسرائيل للتعامل مع التهديد الإيراني، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه الآن تهديدات أكبر من تهديد "حماس". وأوضح أن هذه السياسة كانت مقبولة من جميع الجهات الأمنية.
•وتطرق المصدر إلى الانتقادات التي وصفت الرد الإسرائيلي بأنه ضعيف، فقال إن من يستخدم مصطلحات على غرار حسم وردع بعد جولة كهذه يعبّر عن مفاهيم تبسيطية وغوغائية. وأضاف: "نحن نقف أمام مفترق طرق، وقريبون أكثر من أي وقت مضى للانجرار إلى حرب، وهذه هي النقطة التي يجب علينا فيها اتخاذ القرارات بشأن وجهتنا".
•ورأى المصدر العسكري الإسرائيلي الرفيع المستوى أن على إسرائيل تعزيز الجزرة، مثل المعابر والمياه ومنشآت تحلية المياه والأجهزة الطبية، وإلاّ فستجد نفسها في منحدر، وعندها يكون الخيار إمّا التدحرج فيه وهي مسيطرة على الوضع، أو التدحرج فيه وهي منجرّة وراء التطورات. وشدد على أن الهدف من تعزيز الجزرة ليس مساعدة "حماس"، وكرر أن جوهر أي تسوية سيكون بموجب ما ستتنازل عنه هذه الحركة، مؤكداً أن إعادة جثماني الجنديين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" في غزة يجب أن يكون ضمن أي تسوية كهذه.
•وقلل المصدر من زخم جولة المواجهة الأخيرة، وأشار إلى أن الجيش كان مستعداً لمواجهة أقوى، على الرغم من أن إسرائيل غير معنية بذلك الآن. وقال إن إطلاق الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ كان خطراً، لكنها حددته أيضاً من حيث المسافة والقوة. وأكد أن اختفاء قادة الفصائل خلال المواجهة لم يأت بالصدفة، وأن من شعر منهم بأنه مُستهدف فهو إمّا اختفى أو حاول الاختفاء.
•وأوضح المصدر أن مواقع عسكرية مهمة لـ"حماس" تعرضت للتدمير خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وأن إسرائيل تمتلك قدرات لضرب الخلايا التي تطلق الصواريخ. وكشف أن جزءاً من الصواريخ تم إطلاقه عبر أجهزة ضبط الوقت، وتم إطلاق جزء آخر من تحت الأرض. وأضاف أن الكوماندوس البحري لـ"حماس" ضايق الجيش الإسرائيلي، ولذا قام بالتعرض لمكوّنات عديدة منه.