من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•نتنياهو يقودنا إلى متسادا. نحن نقف أمام هاوية، ونتنياهو يقودنا نحو الوقوع فيها. تسخين المواجهة مع إيران يخدم نتنياهو أيضاً في مواجهة التحقيقات بشأن فساده، لكن المشكلة أعمق، وهي أيديولوجية أكثر. ففي نهاية الأمر يؤمن نتنياهو فعلاً بأن الطريق الوحيد لسلوك إسرائيل في الشرق الأوسط هو بواسطة القوة. هذه هي وجهة نظره إزاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والإسرائيلي - العربي. هو لا يؤمن بالتسوية ولا يحاول الدفع بها قدماً. نتنياهو يؤمن بأن النزاع لا حل له، وهوعميق وتاريخي، مواجهة تكتونية بين الإسلام والغرب. ويرى أن الأمر الوحيد الذي يجب على إسرائيل أن تقوم به هو تجنيد الغرب كله وراءها في معركة لا مفر منها.
•وجهة النظر هذه هي التي تحرك أيضاً نتنياهو في مواجهة المسألة الإيرانية. فهو يعارض الاتفاق النووي ليس لأنه يحتوي على نقاط ضعف، بل لأنه اتفاق. فهو مقتنع أن السبيل الوحيد الصحيح هو إخضاع إيران بالقوة. ومن أجل هذه الغاية يفعل كل ما في وسعه لإسقاط الاتفاق المبرم، ولقيادة الغرب بزعامة الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران، تقوم فيها إسرائيل بدور فاعل.
•سياسة زعزعة الاتفاق النووي والسعي لإلغائه، تدفع المنطقة إلى مواجهة عسكرية. وحرب ضد إيران، حتى لو قامت الولايات المتحدة بدور فاعل فيها، ستشكل خطراً يهدد إسرائيل ومواطنيها. والانسحاب من الاتفاق النووي لن يؤدي إلى اختفاء المشروع النووي الإيراني، بل سيؤدي تحديداً إلى تجدده وتسريعه. ففي مواجهة خطر هجوم أميركي- إسرائيلي، يستطيع النظام الإيراني أن يجمع حوله التأييد الشعبي الواسع الذي يحتاج إليه. والحرب، كالعادة، تقوّي المتطرفين والعداء لدى جميع الأطراف.
•حان الوقت للنضال من أجل طريق معاكس. وحده السعي المستمر من أجل التسوية مع الدول المجاورة سيضمن حياة إسرائيل، ووجودها وأمنها. هذا هو الطريق إزاء الفلسطينيين والعالم العربي. وهذا هو الطريق حيال المسألة الإيرانية. انظروا إلى التطورات التي تبعث على الأمل في كوريا: لقد جرى لجم التدهور نحو مواجهة عسكرية وربما نووية أيضاً، بفضل السياسة الحكيمة والشجاعة لرئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.
•في كوريا كان الوضع خطراً ومتفجراً أكثر كثيراً منه في إيران، لأن كوريا الشمالية نجحت في إنتاج سلاح نووي. ومع ذلك، تنجح السياسة الصحيحة في إنقاذ العالم من السقوط في الهاوية، وتفتح أفقاً للمضي قدماً نحو مكان أكثر أمناً.
•يجب أن نفعل الأمر عينه إزاء المسألة الإيرانية. لقد أوجد الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى البنية التحتية لمثل هذا التقدم. لهذ السبب أيدته وما زلت أؤيده. وهذا النقاش يجب تظهيره وممنوع طمسه. سياسة نتنياهو هي خطر وجودي على إسرائيل. كل من لا يرغب في أن ننتهي بانتحار جماعي وطني على طريقة متسادا، يجب أن يحارب من أجل خيار آخر. لا مجال للتردد أو التهرب. أمامنا طريقان مختلفان. تعالوا نختار الابتعاد عن الهاوية، تعالوا نختار الحياة.