من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•أفرغ نتنياهو كل ما في جعبته من حيل خلال عرضه الوثائق النووية الإيرانية التي حصل عليها الموساد. وبدلاً من اختيار حيلة صغيرة مثل رسم من أوشفيتس، أو التوقف 45 ثانية صمت كما فعل سابقاً في الأمم المتحدة، رمى نتنياهو هذه المرة في الساحة بترسانة كاملة من الأدوات: خطاب مؤثر، ملفات، جدول كامل من الـCD ومحادثة افتراضية وفيديو يظهر فيه محمد ظريف، عُرضت على شاشة عملاقة. ووصف مؤيدو نتنياهو العرض بالمميز، بينما رأى فيه آخرون عرضاً مخجلاً يذكّر بعروض نهاية السنة في مدرسة ثانوية.
•انقسام مشابه رافق عرض نتنياهو الشهير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة 2012: مؤيدوه أثنوا على العرض الدعائي الذي انطوت عليه صورة القنبلة التي بدت كأنها مأخوذة من أفلام هزلية، لكن في أوساط أُخرى تحول الرسم البياني إلى مزحة افتراضية عُرضت أشهراً طويلة في وسائل التواصل الاجتماعي. لقد ادعى خبراء في الرقابة على السلاح أن الحيلة كان لها ارتدادات عكسية: العرض التبسيطي لإنتاج اليورانيوم المخصب بالدرجة المطلوبة من أجل صنع قنبلة كاختبار وحيد لفحص النوايا منح طهران شيكاً مفتوحاً لتخصيب اليورانيوم بدرجات منخفضة لكن لا تقل أهمية، كما شاءت.
•أيضاً ظهور نتنياهو في الكونغرس في آذار/مارس 2015، أدى إلى نتيجة عكسية: فقد قضى على الفرصة الصغيرة لتجنيد أعضاء من مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي ضد الاتفاق النووي. يومها أيضاً توّج المعجبون نتنياهو خليفة لتشرشل، مثلما فعل هذا الأسبوع المعلق في شبكة "فوكس نيوز" شون هانيتي المقرب من ترامب. لكن في نظر أغلبية العالم القنبلة التي حاول نتنياهو أن يلقيها اتضح مجدداً أنها فاشلة: فهو لم يقدم كثيراً من الجديد عندما كشف أكاذيب الإيرانيين، كما لم يدّع ولم يثبت أن إيران تخرق مبادىء الاتفاق. وعلى الرغم من الضجة وصراخ نتنياهو وحماسته، لم يتغير شيء.
•يمكننا أن نفهم حماسة رئيس الحكومة. بعد 30 عاماً من الصراع ضد نوايا إيران النووية، يقف نتنياهو على قمة الجبل التي يستطيع منها رؤية أرض الميعاد. فهو يستبشر خيراً من رئيس أميركي مثله لا يترك الوقائع تربكه. ومثل نتنياهو الذي يرفض مبدئياً أي اتفاق مع إيران، يرفض ترامب مسبقاً أي إنجاز حققه الرئيس الذي سبقه أوباما. وبخلاف كثيرين من الذين يتخوفون من زعزعة الاستقرار وحتى من نشوب حرب، يعتقد نتنياهو أن إلغاء الاتفاق سيخلق صعوبات اقتصادية وأمنية ستُضعف نظام آيات الله، وربما تؤدي إلى انهياره. هذا هو الحل وليس هناك حل آخر.
•لكن الرصيد الذي سجله رئيس الحكومة لنفسه من خلال إثارة العالم ضد الاتفاق النووي الإيراني، لا يلغي احتمال أن يكون مرة أُخرى على خطأ وأنه يضلل. يتجاهل نتنياهو رأي مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية من الذين يعتقدون أنه من الأفضل اتفاق سيء على انفجار لا يمكن تغيير نهايته. والمدهش أنه يفعل ذلك من دون أن يجرؤ أحد في حكومته على الاختلاف معه، وفي مواجهة معارضة تخاف من الرأي العام ومن ظلها. ليس من قبيل الصدفة أن ذلك جرى تحديداً في اليوم الذي اتخذ فيه الكنيست قرار نقل صلاحيات إعلان الحرب إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع فقط. مرة أُخرى يثير نتنياهو الشكوك بشأن إيران، وكما كتب عوزي بنزيمان في الماضي عن أريئيل شارون في لبنان، إنه لا يتوقف عند الضوء الأحمر.