نتنياهو غداة كشف النقاب عن دليل نشاطات طهران النووية السرية: إسرائيل لا تسعى لحرب مع إيران لكن الأخيرة هي التي تغيّر قواعد اللعب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى لحرب مع إيران، وذلك بعد يوم من قيامه بكشف النقاب عمّا وصفه بأنه دليل قاطع على نشاطات نووية سرية في إيران.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" الليلة الماضية، وأكد فيها أيضاً أن لا أحد يسعى لحرب كهذه، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن إيران هي التي تغيّر قواعد اللعب في منطقة الشرق الأوسط.

من ناحية أُخرى أعلن نتنياهو أن بعثة من الخبراء في مجال السلاح النووي من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع الحالي لمعاينة الملفات الخاصة ببرنامج السلاح النووي السري الذي عرضه أول أمس (الاثنين). وأضاف أنه دعا أيضاً ممثلين من روسيا والصين والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المجيء إلى إسرائيل لمعاينة المواد، لكن أكد أنه من غير المتوقع حدوث ذلك.

وفي وقت سابق من يوم أمس (الثلاثاء) قال نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي خاص عُقد في ديوان رئاسة الحكومة في القدس، إنه خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة قام بعرض هذه المواد أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشار إلى أن الأميركيين قاموا بتحليلها وكذلك قامت جهات استخباراتية إسرائيلية بتحليلها ودرسها.

وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي رفيع شارك في المؤتمر الصحافي إنه ما كان من الممكن أخذ جميع الملفات المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني، لأن الأرشيف كان ثقيلاً جداً. وأشار إلى أن كشف المعلومات يعتبر تحدياً مهنياً كونها باللغة الفارسية، وأكد أن المعلومات التي عُرضت حتى الآن هي التي تم استخلاصها منها، وأنه بقي كثير يمكن عمله.

وأضاف أن المواد تجدد كثيراً بشأن أمور كانت معروفة في السابق وهي مهمة جداً، وتشكل إثباتاً على مستوى آخر بشأن وجود برنامج سلاح نووي ومميزاته ومركباته. وقال إن هناك معلومات لم يتم عرضها لخطورة كشفها أمام الملأ، وأشار إلى أن إيران حرصت على عرض موقع الأرشيف كمخزن مهجور لإخفائه عن الأنظار وإلى أن عدداً قليلاً من الأشخاص عرفوا السر.

وكان نتنياهو أعلن، في مؤتمر صحافي خاص عُقد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب أول أمس، امتلاك إسرائيل أدلة قاطعة على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية، وذلك قبل 12 يوماً من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما إذا كان يعتزم الحفاظ على الاتفاق النووي المُبرم مع طهران سنة 2015 أو الخروج منه.

وقال نتنياهو إن الاستخبارات الإسرائيلية [الموساد] حصلت على كمية هائلة من الوثائق والملفات التي أخفيت في مستودع سري في طهران، وهي تدل على سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية على الرغم من الاتفاق الموقّع معها. وعرض نتنياهو وثائق وصوراً من هذا المستودع السري.

وقال نتنياهو إن إسرائيل بلّغت الولايات المتحدة ودولاً أُخرى بهذه المعلومات، كما سيتم نقلها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد أن إيران خدعت العالم في إعلانها أنها لا تسعى لتطوير الأسلحة النووية، وأضاف أنه تم كشف مستودع خاص في جنوب طهران حيث تم تخزين كافة الملفات والأقراص المحوسبة للبرنامج النووي الإيراني فيه. وأشار إلى أن جهاز الموساد حقق إنجازاً استخباراتياً كبيراً بحصوله على هذه الوثائق التي بلغ وزنها 500 كيلوغرام.

وأكدت الولايات المتحدة أن الوثائق، التي كشف عنها نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني، توفر تفاصيل جديدة ومقنعة بشأن جهود إيران لامتلاك أسلحة نووية.

وقال البيت الأبيض، في بيان خاص صادر عنه، إن هذه الحقائق تتفق مع ما تعرفه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وهو أن إيران تملك برنامجاً قوياً وسرياً لامتلاك أسلحة نووية وأنها حاولت إخفاءه عن العالم وعن شعبها، لكنها فشلت في ذلك.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الوثائق حقيقية وأن كثيراً منها جديد. وأضاف أن إيران أخفت عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أرشيفاً نووياً ضخماً بشأن التكنولوجيا النووية. وقال إنه سيناقش مع الشركاء الأوروبيين الاتفاق النووي الموقع مع إيران في ضوء المعلومات الجديدة، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصحيحه، وهو يوم 12 أيار/ مايو الحالي.

وفي طهران وصف نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو بأنه مسرحية طفولية ومثيرة للسخرية. وأضاف أن هذه المسرحية المُضحكة مُخطط لها قبل إعلان الرئيس الأميركي قراره بشأن الاتفاق النووي.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن إسرائيل كشفت الأرشيف الإيراني في شباط/ فبراير 2016، وكان في قيد المراقبة منذ ذلك الحين. وأشار إلى أن عملاء جهاز الموساد اقتحموا المخزن في كانون الثاني/ يناير الفائت، ونقلوا إلى إسرائيل الوثائق المذكورة، وأطلع رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين الرئيس الأميركي على هذه المعلومات، إلاّ إن نشرها على الملأ تأخر بسبب الحاجة إلى تحليل هذا الكم الهائل من الوثائق.

وأكد زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ من "المعسكر الصهيوني" وجوب منع إيران من التموضع في سورية وبالقرب من الحدود مع إسرائيل. كما أعرب عن تأييده وتأييد حزبه الخطوات التي تتخذها الحكومة لتحقيق هذا الهدف، وأشار إلى تطابق الآراء في هذا الشأن، وكذلك بالنسبة إلى منع طهران من الحصول على أسلحة نووية.

وقبل عقد المؤتمر الصحافي في وزارة الدفاع ألغى نتنياهو خطاباً كان سيقدمه في الكنيست بمناسبة افتتاح دورتها الصيفية، وألغى حزب الليكود اجتماعه الأسبوعي بسبب التوترات الأمنية، وسحب حزبا المعارضة "المعسكر الصهيوني" و"يوجد مستقبل" اقتراحين لحجب الثقة عن الحكومة.

كما عقد نتنياهو اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية. 

وجاء عقد المؤتمر الصحافي بعد يوم واحد من اجتماع نتنياهو بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي يوم 12 أيار/ مايو الحالي، إذا لم تحدث عليه تغيرات جوهرية. وذكرت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو ناقش المواد الاستخباراتية مع الوزير الأميركي.

 

كما تحدث رئيس الحكومة مع ترامب عبر الهاتف يوم الأحد الفائت، وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الجانبين ناقشا نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.