موفاز: مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأميركي ضغط عليّ لإصدار أوامر بتنفيذ غارات جوية ضد إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال احتياط شاؤول موفاز إن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضغط عليه مرّة لإصدار أوامر بتنفيذ غارات جوية ضد إيران.

وأضاف موفاز، في سياق كلمة ألقاها خلال مؤتمر نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مناسبة قرب الاحتفال بالذكرى الـ70 لإقامة دولة إسرائيل في القدس أمس (الأحد)، أنه يعرف بولتون منذ الفترة التي كان فيها هذا الأخير سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وأكد أنه حاول إقناعه بأن إسرائيل بحاجة إلى مهاجمة إيران.

وأبدى موفاز معارضته مهاجمة إيران، لكنه في الوقت عينه قال إن التهديد الإيراني لأمن إسرائيل كبير جداً. وأشار إلى أن إيران موجودة اليوم على حدود إسرائيل في سورية ولبنان، وإلى أنه من المستحيل ضمان مستقبل أطفال إسرائيل إذا كان لدى إيران سلاح نووي.

وشغل موفاز منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بين سنتيْ 1998 و2002، وبعدها كان وزيراً للدفاع حتى سنة 2006. وتم تعيين بولتون سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة من طرف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وشغل هذا المنصب خلال سنتيْ 2005 و2006.

وتحدث موفاز في المؤتمر إلى جانب ثلاثة رؤساء سابقين لهيئة الأركان العامة هم بني غانتس ودان حالوتس وموشيه يعلون [وزير الدفاع السابق]، حذروا هم أيضاً من البرنامج النووي الإيراني، لكنهم أكدوا أنهم يعارضون إلغاء الاتفاق المُبرم مع طهران سنة 2015 والرامي إلى كبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وقال غانتس إن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي سيعطيها، من وجهة نظرها، حصانة استراتيجية، وأكد أن على العالم أن يضمن ألاّ تصل إلى هناك.

ولم يذكر موفاز السبب الذي دفع بولتون إلى ممارسة الضغط عليه من أجل مهاجمة إيران، لكن السفير الأميركي السابق كان في الماضي من الداعمين لشنّ غارات إسرائيلية ضد إيران، ودعا إلى تغيير النظام فيها.

وفي الأسبوع الفائت تم اختيار بولتون، المعروف بآرائه الصقرية، من طرف ترامب لشغل منصب مستشاره لشؤون الأمن القومي ليحل محل الجنرال هربرت رايموند مكماستر.

وتعقيباً على هذا التعيين قالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن قرار ترامب تعيين الدبلوماسي السابق المتشدد جون بولتون مستشاراً للأمن القومي يدخل شخصية معروفة بالدفع من أجل هجمات استباقية ضد دول نووية ناشئة، بالإضافة إلى التشكيك بشأن إقامة دولة فلسطينية، إلى الدائرة الداخلية للإدارة الأميركية الحالية.

وأشارت هذه المصادر إلى أن بولتون دعم الحرب ضد العراق (2003)، ودعا إلى شن هجمات استباقية ضد كوريا الشمالية وإيران، وأعلن أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني انتهى. 

كما أشارت إلى أن بولتون يدافع بشدة عن إسرائيل، ولفتت إلى أنه بعد سماح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بمرور قرار في مجلس الأمن الدولي [القرار رقم 2334] يدين المستوطنات في المناطق [المحتلة]، في كانون الأول/ ديسمبر 2016، قال بولتون إن أوباما طعن إسرائيل من الأمام وإن هذا الاجراء يهدف بوضوح إلى الانحياز لمصلحة الفلسطينيين. وقبل ذلك دعا بولتون، في مقال رأي بعنوان "حل الثلاث دول للسلام في الشرق الأوسط" نشره في صحيفة "واشنطن تايمز" سنة 2014، إلى إعادة قطاع غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن.

وأثار تعيين بولتون انتقادات واسعة في الولايات المتحدة. 

 

وقالت مجموعة "ووركس" للسياسة الخارجية، المؤلفة من دبلوماسيين سابقين من فترة ولاية أوباما، إن بولتون يمثل أسوأ جوانب المغامرة في السياسة الخارجية الأميركية. وأضافت أن هذا الاختيار يشير إلى سائر العالم بأن الرئيس ترامب لا يهتم بالدبلوماسية، ويقدّر السياسيين الذي يوافقون معه ويفضلون التدخل العسكري على الخبرة بالأمن القومي.

 

 

المزيد ضمن العدد 2819