من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•ثمة شك فيما إذا كان بقي عدد كبير من الناس مستعدين لمنح نتنياهو حتى حق اعتبار نفسه بريئاً، بالتأكيد هو ليس بريئاً في نظر الجمهور. ولم يعد السؤال إذا كان قبض رشى، بل كم قبض، والانتظار المتوتر هو ليس لإعلان موعد إحالته إلى المحاكمة. لأن الجمهور حكم عليه فعلاً.
•لقد حوّل نتنياهو نفسه إلى السياسي الأقل مصداقية، وإلى شخص نستطيع مسبقاً أن نتوقع أكاذيبه وردات فعله على وسائل الإعلام التي ترشح طيناً ووحلاً. بالنسبة إليه الرأي العام هو في النهاية رأي حفنة من الحمقى أو الأغبياء، لا يستحقون التعامل معهم بجدية، مجموعة من الغوغائيين الذين لا يشكرون ربهم لأن زعيماً من قامة بيبي مستعد للاستمرار في تزعمهم.
•لكن في الوقت نفسه، فالجمهور نفسه الذي يطالب بصلب نتنياهو على عمود في ساحة المدينة، مستعد من دون تردد لتبنّي التهديد الأمني الذي يزرعه نتنياهو في كل مكان. في قطاع غزة يقصف، وفي سورية يهاجم، ويهدد إيران بحرب مباشرة. كيف يمكن أن نكون مستعدين لرجمه بالحجارة بسبب أكاذيبه وقضايا الفساد المتشابكة، وفي الوقت نفسه نصدق أننا نتعرض لخطر وجودي يفرض علينا السير نحو الحرب؟ من أين تأتي هذه الفجوة بين عدم الثقة في كل ما له علاقة بسلوكه الشخصي، وبين الانقياد الأعمى الذي نظهره عندما يكون المقصود المجال الأمني؟
•في إمكان علماء نفس اجتماعيين وعلماء اجتماع أن يشرحوا طبعاً هذه الفجوة، لكن لا تهمنا هنا التفسيرات المهنية، بل ما يهمنا الخطر الكامن في أن من يترأس الدولة هو زعيم مشكوك فيه، ينتظر ما سيقوله المستشار القانوني للحكومة، وأهليته للحكم يمليها عليه محاموه والمسؤولون عنده عن العلاقات العامة، والتهديد الوجودي بالنسبة إليه هو سيره إلى السجن.
•لقد تعلم الإسرائيليون القبول من دون تشكيك بوجود تهديد وجودي على أمنهم وربما على حياتهم. وإذا لم يكن من عشرات آلاف الصواريخ التي يملكها حزب الله، فمن الصواريخ التي تُطلق من غزة، وإن لم يكن الأمر كذلك، هناك دائماً إيران التي طورت صواريخ باليستيه ومشروعها النووي ينتظرنا على الزاوية. ليست المشكلة في أننا لا نصدق وجود تهديدات، بل المشكلة هي في رئيس الحكومة الذي تبدو اليوم قراراته جميعها بشأن موضوعات أساسية مثل الأمن والاقتصاد، لها علاقة بالرشى وبأسباب خارجة عن نطاق الموضوعات الأمنية. والخطر أن الشخص الذي جعل مهمته المحافظة على "الحياة بحد ذاتها"، وضع هذا الاعتبار في خدمة بقائه السياسي. والنتيجة هي أن أي هجوم في سورية، وقصف على غزة، ولا سمح الله، أي قرار بخوض حرب ضد إيران في سورية، أصبح مشكوكاً فيه فوراً، ولو عن غير حق، بأنه نتيجة نصائح محاميه، ومن المتوقع أن يكون موضع اختبار سياسي قبل أن يحظى بتبرير عملي.
•من غير المحتمل فكرة أن رئيساً كهذا للحكومة، بطة عرجاء في نظر الجمهور والعالم، يتحمل مسؤولية قرارات مصيرية يمكن أن تضع إسرائيل في مواجهة حرب أو مواجهة مع دول المنطقة ودول عظمى.
•إذا كان هناك تهديد وجودي لإسرائيل فإن قرارات مواجهته يجب أن تتخذ من جانب رئيس حكومة يحظى بتأييد من دون تحفظ، وليس متهماً بتعارض مصالح، كي لا تضطر العائلات الثكلى إلى أن تسأل نفسها إذا كان أبناؤها قُتلوا من أجل تهديد حقيقي أو من أجل القضية 1000، و2000، و4000. من يوافق على استمرار نتنياهو في قيادة هذه المعركة ضد هذه التهديدات يُحرم حق المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق لدرس عمليات اتخاذ القرارات التي أدت إلى هذه المعركة.