ردود إسرائيلية غاضبة على تصريحات رئيس الحكومة البولندية التي قارن فيها بين أفعال متعاونين بولنديين ويهود مع النظام النازي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الحكومة البولندية ماتيوش مورافيتسكي، أمس (الأحد)، إن إسرائيل لا تقبل بتصريحات الأخير التي قارن فيها بين أفعال متعاونين بولنديين مع النظام النازي، ومتعاونين يهود خلال المحرقة [الهولوكوست].

وأضاف البيان أن نتنياهو أوضح لنظيره البولندي أن القدس لا تستبعد احتمال إعادة السفيرة من وارسو في المستقبل، لكنها تفضل الحل الدبلوماسي. وأشار البيان إلى أن الزعيمين اتفقا على مواصلة الحوار بين الدولتين، وعلى أن يلتقي طاقم مشترك لهما في أقرب وقت ممكن، للتباحث في هذه القضية.

وكان مورافيتسكي أكد خلال مشاركته في مؤتمر الأمن العالمي المنعقد في ميونيخ، أول أمس (السبت)، أنه كان هناك متعاونون بولنديون مع النازيين، مثلما كان هناك متعاونون يهود. 

وجاء تأكيده هذا، رداً على الصحافي الإسرائيلي رونين برغمان الذي تساءل: هل سيتم تجريمه وفقاً للقانون البولندي الأخير، إذا قام بسرد قصة نجاة والدته من براثن الفظائع التي ارتُكبت بحق اليهود في بولندا، في إبان الحرب العالمية الثانية؟ 

وكرر مورافيتسكي موقف حكومة وارسو أنه لم يتم إنشاء معسكرات إبادة بولندية، لأن بلده كان خاضعاً، حينها، للاحتلال الألماني، وبالتالي يجب وصف تلك المعسكرات بأنها ألمانية. وأضاف أن الشعب البولندي قدم المساعدة لليهود خلال فظائع المحرقة، مشيراً إلى أنه يتعين عدم الخلط بين المتعاونين وضحايا المحرقة.

وتوالت ردات الفعل الغاضبة في الحلبة السياسية الإسرائيلية على أقوال رئيس الحكومة البولندية، بشأن وجود متعاونين يهود مع النازيين.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن هذه الأقوال تثير الامتعاض الشديد، وتدل على سوء فهم التاريخ، وعدم الحساسية للمحرقة.

واستنكر رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بشدة تصريحات رئيس الحكومة البولندية الأخيرة، وأشار إلى أن الأمور وصلت إلى أدنى مستوى بمجرد القول إن اليهود تعاونوا مع النازيين.

ورأى رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد أن أقوال مورافيتسكي من أسوأ أنواع معاداة السامية. وأضاف أن الدولة اليهودية لن تسمح بتحميل المغدورين مسؤولية قتلهم. ودعا لبيد مجدداً رئيس الحكومة إلى إعادة سفيرة إسرائيل في وارسو.

وقال رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني" آفي غباي إن رئيس الحكومة البولندية منكر للمحرقة النازية، ويجب التعامل معه وفقاً لذلك. 

 

وأكدت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من ميرتس أنه يجب على الحكومة تغيير نهجها حيال بولندا، مشيرة إلى أن المصالح السياسية لا تبرّر موقف إسرائيل المتراخي في هذا الشأن.

 

 

المزيد ضمن العدد 2794