رسالة رافضي الخدمة العسكرية 2017: "لا نريد أن نكون جزءاً من جيش احتلال"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

[وجّه 63 شاباً وشابة من كل أنحاء إسرائيل من الذين بلغوا سن القيام بالخدمة العسكرية  الإلزامية رسالة هذا الصباح إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ووزير التعليم نفتالي بينت، ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، أعلنوا فيها رفضهم القيام بخدمتهم العسكرية، لأنهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً من جيش احتلال وقمع.]

وفي ما يلي النص الكامل للرسالة: 

•"نحن الشابات، نكتب هذه الرسالة لنعلن رفضنا القيام بالخدمة العسكرية في الجيش. يمارس الجيش عملياً سياسة رسمية عنصرية لا تحترم حقوق الإنسان الأساسية، ويطبق قانوناً معيناً على الإسرائيليين وقانوناً آخر على الفلسطينيين الذين يعيشون على الأرض عينها. لذا قررنا ألاّ نشارك في الاحتلال وفي قمع الشعب الفلسطيني، هذا الاحتلال الذي يفرّق البشر إلى معسكرين متخاصمين. ومادام هناك أناس يعيشون تحت احتلال يحرمهم حقوقهم الفردية وحقوقهم الوطنية، لن نستطيع التوصل إلى سلام. 

•منذ أكثر من 50 عاماً يُحرم الشعب الفلسطيني حقوقه، بواسطة جدار الفصل الذي يمزّق الضفة الغربية، والحصار المفروض على غزة، ووسائل كثيرة أُخرى، وتقطّع المستوطنات أوصال الضفة الغربية، وتفصل الفلسطينيين بعضهم عن بعض داخل جيوب، وذلك من أجل الحؤول دون قيام تواصل جغرافي. وأراض فلسطينية خاصة تُصادر من أجل إقامة المستوطنات، ومنازل تُهدم بصورة دائمة، كما يُحرَم  مئات الآلاف من الفلسطينيين حق الحصول على كهرباء ومياه نظيفة. ويُحرم الفلسطينيون حقهم في المشاركة في انتخابات ديمقراطية في السلطة الفلسطينية. كما يُحرَمون حرية الحديث ونشر المعلومات بشأن ما يحدث، من خلال اعتقال الصحافيين والرقابة. إن دائرة الكراهية، والعنف، والإرهاب، تدمر حياة الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن أجل حياة أفضل لجميع من يعيشون بين نهر الأردن والبحر المتوسط يجب إنهاء الاحتلال والتوصل  إلى سلام. منذ أكثر من 50 عاماً "الوضع الموقت" لا يزال مستمراً، لا نريد أن نساهم في استمراره. 

•إن النزعة العسكرية متجذرة في المجتمع الإسرائيلي وفي وعينا الفردي. أطفال الروضات يحلّون ضيوفاً في العروض العسكرية، ضباط يلقون المحاضرات في المدارس، تدريبات على النار الحية في المدراس الثانوية، ورسائل كفاحية في  مجالات التخصص المهني المختلفة. هكذا نعد أولادنا كي يكونوا جنوداً في الحرب المقبلة، من دون التفكير بوجود خيار آخر. إن النزعة العسكرية في إسرائيل لا تخلق المصداقية والاستعداد العاطفي للخدمة الإلزامية فحسب،  بل تخلق أيضاَ الاستعداد للاعتداء على الآخر وقتله. في واقع يشكل فيه الجيش قيمة عليا في المجتمع، نحن نعبّر عن معارضتنا وجهة النظر التي تشجع حرباً ونزاعاً بدلاً من تسوية وسلاماً. وبرفضنا هذا نريد أن نعبّر عن معارضتنا الإيديولوجيا العسكرية.

•إن الانقسام الطبقي في إسرائيل هو أيضاً له علاقة بسياسة الاحتلال والمستوطنات: سياسة تتعارض مع مصالح الطبقة العمالية وتخدم أصحاب رؤوس المال. إن استغلال قوة  العمل الفلسطينية من المناطق يضم إلى النظام الرأسمالي في إسرائيل عمالاً محرومين من الحقوق، الأمر الذي يعزز قوة حيتان المال. وهؤلاء يتغذون اقتصادياً من الاحتلال، ومن صناعة السلاح، وبناء جدار الفصل، وبخلاف طبقة العمال في إسرائيل التي تخسر لأن الضرائب التي تدفعها تنتقل إلى المستوطنات بدلاً من الرفاه، والتعليم والصحة. إن نظام الاحتلال هذا يفرض علينا أيضاَ العيش تحت التبعية الاقتصادية للتجارة مع الولايات المتحدة ودول أُخرى، ودعمهم الاقتصادي لمصالح إسرائيل العسكرية. كل هذه نماذج على أن العدالة الاجتماعية في إسرائيل لا يمكن أن تتحقق إلاّ بإنهاء الاحتلال. لا نقبل بالتضحية بنوعية حياة شعبين على مذبح أرض إسرائيل الكاملة.

•لقد تعلمنا من شهادات جنود وكبار المسؤولين السابقين في المؤسسة الأمنية أننا لن نجد هناك إمكانات التغيير، وأن واقع الاحتلال يمنعنا من أن نقوم بالتغيير من الداخل. القدرة على التغيير ليست موجودة لدى الجندي الفرد، بل لدى النظام بأكلمه، والتهمة ليست موجهة إلى الجندي الفرد، بل إلى الجيش والحكومة. هذا النظام هو المطلوب تغييره. ونحن لن نتعاون معه ما دام  يعمل في خدمة هدف يتعارض مع ضميرنا.  

•سنوات من السيطرة العسكرية على السكان الفلسطينيين من دون أن تلوح نهاية في الأفق. شعب كامل يعيش تحت وطأة تحريض موجّه من جانب مؤسسات ضد الفلسطينيين الموجودين على جانبي الخط الأخضر. نحن شابات وصلنا إلى عمر الخدمة العسكرية، ننتمي إلى مناطق متعددة في البلد وإلى خلفيات اجتماعية متنوعة، لا نثق بنظام التحريض، ونرفض المشاركة في ذراع الحكومة للقمع والاحتلال. نحن نرفض الخدمة الإلزامية في الجيش التزاماً منا بقيَم السلام والعدالة والمساواة، وانطلاقاً من معرفتنا بوجود واقع آخر نستطيع أن نبنيه معاً. ونحن ندعو فتيات جيلنا إلى أن يسألن أنفسهن هل الخدمة العسكرية تعمل من أجل تحقيق هذا الواقع؟  

 

 

المزيد ضمن العدد 2761