انهيار الردع الإسرائيلي في مقابل قطاع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•استمرت طوال الأسبوع الفائت عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة في اتجاه المناطق الجنوبية. وحتى يوم أمس (الأربعاء) تم إطلاق 15 قذيفة. وللمقارنة، منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في القطاع في صيف 2014، أُطلقت في اتجاه إسرائيل 40 قذيفة صاروخية فقط. وبالتالي ليس مبالغة القول إن الردع الناجم عن تلك العملية العسكرية انهار. ومعروف أنه حتى التحليلات التي انتقدت تلك العملية وأشارت إلى العيوب الخطرة التي انطوت عليها، أجمعت على أن العملية حققت ردعاً في مقابل حركة "حماس" تمثل بالهدوء الذي شهدته منطقة الحدود مع القطاع منذ انتهائها قبل أكثر من 3 سنوات.

•قيل لنا إلى ما قبل الأسبوع الأخير، إن "حماس" أفلحت في فرض سيادتها على الفصائل المارقة وتحول دون إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه إسرائيل. وتبيّن وقائع الأيام الأخيرة أن "حماس" لا تفلح في فرض سيادتها، لكن يبدو أن الأرجح هو أنها لا تبذل جهداً من أجل ذلك.

•وتتم عمليات إطلاق القذائف كل يوم في ساعات المساء وذلك بهدف وضع تحدّ أمام منظومة "القبة الحديدية" التي تنجح في أغلب الأوقات في اعتراض القذائف. ورداً على هذه العمليات يقوم الجيش الإسرائيلي بشنّ هجمات محسوبة تستهدف مواقع عسكرية تابعة لـ"حماس" هي في معظم الحالات مواقع غير آهلة. والمصلحة الإسرائيلية من وراء ذلك واضحة، وهي الحؤول دون أي تصعيد للأوضاع على الأقل إلى حين استكمال إقامة العائق الأمني تحت الأرضي المحيط بالقطاع والذي يُفترض أن يكبح قدرة الفصائل الفلسطينية على استعمال أنفاق هجومية في حربها ضد المستوطنات ومعسكرات الجيش المحيطة بالقطاع. 

•وتزعم المؤسسة السياسية في إسرائيل أن "حماس" غير معنية بتصعيد الأوضاع. لكن هذا الزعم لا يتماشى مع إعلان جهاز الأمن العام ["الشاباك"] أمس (الأربعاء) عن إحباط عملية اختطاف خططت لها حركة "حماس" في منطقة نابلس وكانت ستُرتكَب خلال عيد الأنوار [حانوكا] الذي يحتفل به الشعب الإسرائيلي في الوقت الحالي. ووفقاً لبيان جهاز "الشاباك"، كان من المفروض أن تنفذ تلك العملية خلية إرهابية تابعة لـ"حماس" مؤلفة من 3 شبان من سكان قرية التل بالقرب من نابلس، وكان هؤلاء يخططون لاختطاف جندي من الجيش الإسرائيلي أو مستوطن من إحدى محطات حافلات الباص في مفترقات الطرق الرئيسية القريبة من نابلس من أجل استخدامه كورقة مساومة للدفع قُدُماً بصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. كما أن أفراد الخلية الثلاثة كانوا على اتصال مع عمر عصيدة القيادي من "حماس" في قطاع غزة. 

 

•إذا كان الوضع على هذا النحو فربما لا يقرأ المسؤولون في إسرائيل بطريقة صحيحة النيات الحقيقية لـ"حماس"، تماماً كما كانت عليه الحال في حزيران/ يونيو 2014 عشية شن عملية "الجرف الصامد" العسكرية في القطاع.