ميرتس الحزب الصهيوني الحقيقي الوحيد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يوم الجمعة كشفت صحيفة اليمين "مكور ريشون" أنه في سنة 2009 تخلت حركة ميرتس في برنامجها عن ذكر الصهيونية، وتوقفت عن تعريف نفسها كحركة صهيونية. أثار ما نشر عاصفة اعلامية تتعلق بالهوية الصهيونية لميرتس. رئيسة الحركة زهافا غاليؤون كذّبت ما نُشر وقالت: "ميرتس حزب يساري صهيوني، وهو الحزب الإسرائيلي الوحيد الذي فيه أعضاء يهود وعرب، وفي 1992 قرر مؤسسو الحزب إعطاء كل شخص خيار أن يعرف نفسه كما يفهم هو ذلك".

•الحزب هو تنظيم يجمع أشخاصاً لديهم نظرة متشابهة إلى العالم وأهداف سياسية- اجتماعية- اقتصادية مشتركة. ويمثل الحزب ناخبيه وهو ملتزم قبل كل شيء أمامهم. إن "التغيير" الدراماتيكي في إيديولوجيا ميرتس الذي حدث على ما يبدو قبل 8 سنوات وعرض اليوم كخبر طازج، لا يعتبر كذلك بالنسبة إلى ناخبي الحزب الذين على ما يبدو لم ينتبهوا له. بناء على ذلك، فإن المراجعة التي أجرتها صحيفة "مكور ريشون" لبرنامج الحزب فاحت منها منذ البداية رائحة صيد سياسي ومحاولة لتصوير الحزب وناخبيه كخونة انطلاقاً من روحية التحريض والتمييز التي تطبع حكم بنيامين نتنياهو.

•في مقابل ذلك، فإن حاجة زعماء ميرتس إلى إعلان ولائهم وإخراج صيغ مختلفة لبرامج سابقة يظهر فيها الحديث عن الصهيونية، تلعب لصالح اليمين المتطرف. حسناً فعلت غاليؤون عندما قالت: "لست مستعدة للحصول على علامات بالصهيونية من اليمين الذي يحاول ممثلوه تمرير قانون القومية الذي استبعد من مبادئ اعلان الاستقلال عن عمد".

•موضوعياً، حركة ميرتس هي الحزب الوحيد على الخريطة السياسية الإسرائيلية اليوم الذي يدافع عن المشروع الصهيوني، لأنه الحزب الوحيد الذي يناضل بفخر، وبصوت مرتفع، ومن دون تلميحات لليمين، من أجل تحقيق "حل الدولتين". هذا الحل وحده يقدم جواباً على التطلعات الوطنية للشعبين، في اطار دولة منفردة مستقلة، بما في ذلك تطلعات الشعب اليهودي بموطنه التاريخي. أي حل آخر سيجبر إسرائيل على المحافظة على الأغلبية اليهودية لديها بوسائل غير ديمقراطية لن تستطيع الاستمرار بممارستها لوقت طويل.

•ومثلما يوجد في دولة إسرائيل، ففي ميرتس أيضاً أعضاء يهود وعرب، واختارت الحركة مواجهة هذا التحدي تماماً مثلما اختارت إسرائيل مواجهته عندما صاغت اعلان الاستقلال. لقد أوضحت غاليؤون أنه بالنسبة إلى ميرتس فإن "تعهد اعلان الاستقلال بتحقيق المساواة والعدالة ليس مجرد كلام بل هو واجب". فهل هناك حزب آخر في الخريطة السياسية الإسرائيلية، من اليمين أو الوسط أو اليسار، يلبي هذا الواجب غير ميرتس؟