قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعارض الاتفاق النووي المُبرم مع إيران لأنه سيؤدي إلى امتلاك هذه الأخيرة ترسانة من الأسلحة النووية، وأكد أن حكومته تدعم إلغاء هذا الاتفاق أو إصلاحه، وأشار إلى أن النقاط الأساسية التي تستلزم الإصلاح هي أن يتم رفع العقوبات فقط وفقاً للتصرفات الإيرانية وليس بشكل أوتوماتيكي، وإلغاء السماح بتشغيل أجهزة الطرد المركزية المتقدمة، والقيام بمراقبة شديدة في المواقع العسكرية وغيرها، وهذا ما لا يُمكن القيام به حالياً.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه تعقيباً على التقرير الذي قدمه رئيس هيئة الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة مئير بن شبات إلى الحكومة الإسرائيلية خلال الاجتماع الذي عقدته أمس (الأحد) وتطرّق فيه إلى أهم النقاط التي طرحها خلال الزيارتين السياسيتين اللتين قام بهما أخيراً إلى واشنطن وموسكو. وأكد رئيس الحكومة أن إسرائيل تطرح أيضاً قضايا لم تُدرج في نطاق الاتفاق النووي مثل عدوانية النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وشبكة الإرهاب الإيرانية في العالم والبرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ البالستية.
وهو قال إن العالم رحب سنة 1994 بالاتفاق النووي الذي أبرم مع كوريا الشمالية وشاهدنا ماذا حدث بعد ذلك، وأشار إلى أن إيران أقوى اقتصادياً من كوريا الشمالية بـ30 مرة ولديها طموحات للاستيلاء على المنطقة وعلى العالم.
وأضاف رئيس الحكومة أنه لا يرى أي مصلحة أميركية أو روسية أو حتى عربية في مواصلة التموضع الإيراني في المنطقة من طريق سورية ولبنان وفي سعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية. وأشار إلى أهمية العلاقات الوطيدة التي يقيمها مع البيت الأبيض والكرملين مؤكداً أنها تحمل أيضا أهمية تكتيكية واستراتيجية بالنسبة لدولة إسرائيل وللمنطقة بأسرها.
وقال رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات في سياق تقريره إنه خلال الزيارتين السياسيتين اللتين قام بهما إلى واشنطن وموسكو أكد وجوب إصلاح الاتفاق النووي مع إيران أو إلغاءه، وأوضح لمضيفيه ما هي المخاطر والتهديدات الرئيسية التي تراها إسرائيل في هذا الاتفاق. وأشار إلى أنه انضمت إلى المباحثات التي أجريت في موسكو بعثة أمنية إسرائيلية كبيرة شملت مندوبين عن وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد ووزارة الخارجية، وإلى أنه خلال اللقاءات في موسكو تم التشديد على الرفض الإسرائيلي للتموضع الإيراني في سورية وبحث قضايا إقليمية أخرى مثل حزب الله والإقليم الكردي والملف الفلسطيني والمصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".
وأضاف رئيس هيئة الأمن القومي أنه اتفق مع الطرف الأميركي خلال زيارته إلى واشنطن على استئناف الحوار الاستراتيجي المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل الذي يترأسه رئيسا مجلسي الأمن القومي الإسرائيلي والأميركي. وقال إنه وجد آذاناً صاغية في واشنطن وفي موسكو في ما يتعلق بجميع القضايا التي طرحها وأكد أن هذا يشكل قاعدة راسخة لمواصلة المحادثات مع هذين الطرفين.