التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا خبر سيء جداً لإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

•إن أقل ما  يقال عن اشتداد الخصومة بين البيت الأبيض وبين الكرملين أنها ليست خبراً جيداً بالنسبة لإسرائيل. فازدياد التوتر بين ترامب وبوتين، وتبادل الاتهامات، والخطوات الانتقامية التي تتبادلها القوتان العظميان بين بعضها البعض، هي تطورات خطيرة بالنسبة لمصالح إسرائيل عامة وبالنسبة إلى نتنياهو خاصة، لا سيما وأن رئيس الحكومة يتفاخر ويتباهى بصداقته مع كل من ترامب وبوتين، ولأنه يعتمد على تأييدهما لمواقفه السياسية.

•من المتوقع أن يكون لما يجري مؤخراً بين الولايات المتحدة وروسيا انعكاسات قاسية على أهداف سياسيه يعطيها رئيس الحكومة أهمية عليا، مثل جهوده من أجل كبح تمدد الوجود الإيراني في سورية.

•أول أمس أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه "سيكون هناك رد قاس على اغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو". ووفقاً لكلامه يبدو أنه يدرس عملية انتقامية للرد على قرار البيت الأبيض اغلاق القنصلية، رداً على قرار الكرملين طرد مئات الدبلوماسيين والعاملين في سفارة الولايات المتحدة في موسكو.

•لكن ليس هذا ما يجب أن يقلق نتنياهو. وإذا كان طموح إيران النووي، وتمددها في الشرق الأوسط وترسيخ وجودها العسكري في سورية يتصدر رأس مخاوف رئيس الحكومة، فإن التوتر في العلاقات الملتبسة بين ترامب وبوتين، وزيادة التوتر في العلاقات المضطربة بين البيت الأبيض والكرملين يمكن أن يكون له انعكاسات كارثية بالنسبة إلى إسرائيل.  

•ستكون إيران الهدف الأول والمفضل للقوتين العظميين . إن السيناريو السائد بين دبلوماسيين في مركز الأمم المتحدة هو أن تزيد موسكو من تأييدها لإيران وتوثق علاقاتها مع طهران كخطوة استفزازية تجاه البيت الأبيض. في المقابل سيرد ترامب بالتهديد بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

•في الأسبوع الماضي تحدثت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي بصورة واضحة وهاجمت إيران لتأييدها حركة "حماس". لكن كان بارزاً امتناعها عن الرد على تقرير وكالة الطاقة النووية في الأمم المتحدة الذي نُشر أول أومس وجاء فيه أن إيران تلتزم بمطالب الاتفاق النووي. وكانت صحيفة "النيويورك تايمز" قد كتبت: "التقرير يعقد جهود ترامب لتفكيك الاتفاق النووي".

•إذا كان هذا صحيحاً، فإن آخر ما يهم ترامب وبوتين هو ما سيقوله نتنياهو عن سياستيهما حيال إيران. وإذا كان اتفاق وقف اطلاق النار في سورية بالتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا خلق مشكلات لإسرائيل في مجال الأمن، فحاولوا تصور المصائب التي يمكن أن تقع على إسرائيل نتيجة التداعيات التي ستشعر فيها المنطقة جراء التصعيد في العلاقات المضطربة بين هاتين القوتين العظمتين. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2686