طالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمحاكمة حارس الأمن في السفارة الإسرائيلية الذي قتل بالرصاص مواطنين أردنيين، وحذر من أن أسلوب التعامل مع هذه الحادثة سيكون له أثر مباشر على العلاقات بين البلدين.
وأصدر الديوان الملكي الأردني أمس (الخميس) بياناً تطرّق فيه العاهل الأردني إلى سلوك نتنياهو تجاه حارس الأمن وقيامه باستقباله استقبال الأبطال لدى عودته إلى إسرائيل، فأكد أن هذا التصرف المرفوض والمستفز على كل الصعد يثير الغضب ويؤدي إلى زعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة.
وأضاف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية مطالب بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلاً من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية.
وكان حارس الأمن الإسرائيلي قتل يوم الأحد الفائت الشاب الأردني محمد جواودة (16 عاماً) في مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان ولقي أردني آخر هو مالك المنزل الذي يعيش فيه الحارس حتفه أيضاً في الحادثة نفسها.
وقالت الشرطة الأردنية إن جواودة الذي كان يعمل في شركة أثاث تشاجر مع حارس الأمن الإسرائيلي بعد دخوله إلى مبنى السفارة لتسليم طلبية.
لكن إسرائيل قالت إن الحارس كان يدافع عن نفسه بعدما هاجمه جواودة بمفك في حادث وصفته بأنه "إرهابي".
وأراد الأردن استجواب الحارس لكن إسرائيل قالت إنه يتمتع بحصانة دبلوماسية وأعادته إليها.
من ناحية أخرى قام العاهل الأردني أمس بزيارة أسرة جواودة وقدم تعازيه، وقال إن الأردن سيكرس كل جهوده لتحصيل حق القتيلين وتحقيق العدالة.
وأشار الملك عبد الله الثاني إلى حادث سابق وقع في آذار/ مارس 2014 وشهد مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر على أيدي جندي إسرائيل خلال مروره في معبر حدودي من دون أن يفتح أي تحقيق لتقصي وقائعه، وأكد أنه سيكون لتعامل إسرائيل مع قضيتي السفارة ومقتل القاضي زعيتر وغيرهما من القضايا أثر مباشر على طبيعة العلاقات مع إسرائيل.
بموازاة ذلك قال رئيس النيابة العامة في الأردن إن النيابة وجهت إلى حارس الأمن الإسرائيلي اتهاماً بالقتل وحيازة سلاح ناري من دون ترخيص وذلك بموجب قانون العقوبات في الأردن. وأضاف أن الحصانة التي يتمتع بها القاتل لا تعفيه من المثول أمام محاكم دولته.
ولم يصدر أي تعقيب في إسرائيل على هذه الأنباء والبيانات.
وقال مصدر حكومي إسرائيلي رفيع طلب عدم ذكر اسمه، إن إسرائيل تبحث بشكل مبدئي تعويض أسرة الأردني الثاني الذي قتل في الحادثة.