شيّع آلاف السكان العرب في إسرائيل الليلة قبل الماضية جثامين الشبان الثلاثة من عائلة جبارين من أم الفحم الذين نفذوا قبل نحو أسبوعين عملية مسلحة بالقرب من المسجد الأقصى قتل فيها شرطيان إسرائيليان. واضطرت الشرطة التي احتجزت الجثامين إلى إعادتها إلى عائلاتها عقب قرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا. واشترطت الشرطة إعادة الجثامين بإقامة مراسم الدفن في ساعات الليل المتقدمة أملاً منها أن يشارك فيها عدد قليل فقط.
ورفع المشاركون في الجنازة الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات تدعو إلى النضال ضد إسرائيل والدفاع عن المسجد الأقصى وتثني على العملية التي نفذها الشبان الثلاثة.
وانتشرت الصور ومقاطع الفيديو أثناء الجنازة سريعاً في شبكات التواصل الاجتماعي وأثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل. وأشارت بعض ردود الفعل هذه إلى أن الجنازة تحولت إلى مسيرة احتجاجية جرى خلالها تمجيد "الإرهابيين" الذين وصفوا بأنهم شهداء وأبطال. وأكدت ردود فعل أخرى أن الصور الملتقطة أثناء الجنازة تشكل دليلاً على أن السكان العرب هم طابور خامس في إسرائيل وجمهور عنيف ومتعطش لسفك الدماء، ودعا أصحابها إلى تطبيق اقتراح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي ينص على نقل أم الفحم إلى السيطرة الفلسطينية.
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إنه عارض تسليم الجثامين لعائلات الشبان وأكد أن الجنازة دليل على أنه كان صادقاً في معارضته.
وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس)، أنه ينوي العمل على سن قوانين تمنع المحكمة العليا من السماح بتسليم جثامين "إرهابيين" من دون وضع شروط مسبقة.