أردوغان وهنية وأبو مازن يصلون من أجل انتفاضة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•إن الجهات الإسلامية التي حرضت وأشعلت أزمة البوابات الإلكترونية في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] سعت إلى نشوب انتفاضة، وهي لم تتخل عنها بعد. وهذا هو سبب أنه على الرغم من ازالة الحكومة آلات كشف المعادن، فالأوقاف لا  تزال تمنع المصلين المسلمين من العودة إلى الحرم [تجدر الاشارة إلى أن مفتي القدس سمح للمصلين في بيان له صدر صباح اليوم الخميس للمصلين بالعودة إلى الحرم]. ومن بين الجهات الإسلامية البارزة تجب الاشارة إلى رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، الذي مثلما حدث في أزمة مرمرة [أي أسطول المساعدات التركية الذي حاول خرق حصار غزة وأحدث أزمة بين تركيا وإسرائيل]، يقود تحريضاً دينياً معادياً لإسرائيل، وهو يفعل ذلك في خطاباته وكذلك من وراء الكواليس.

•يريد أردوغان أن يكون زعيماً للإسلام السياسي في الشرق الأوسط، أي زعيماً لحركات الإخوان المسلمين وأيضاً زعيماً لـ"حماس" والحركة الإسلامية في إسرائيل بزعامة الشيخ رائد صلاح. ابقاء النزاع في الحرم القدسي يخدم جيداً المعسكر الإسلامي الراديكالي في النزاع الداخلي العربي بين الدول العربية السنية المعتدلة وبين قطر، وتركيا وحركات الإخوان المسلمين المختلفة. وتعتبر "حماس" واحدة من هذه الحركات، من هنا فإن مؤيديها مع أنصار رائد صلاح يحاولون الآن المحافظة وتحريك طاقة العنف التي تراكمت في الشارع المقدسي والفلسطيني وفي العالم الإسلامي عموماً. وهدفهم تحويل هذه الطاقة إلى انتفاضة مستمرة لا تشمل القدس فحسب بل المناطق [المحتلة] والعرب في إسرائيل، وتحظى بصدى ومحاكاة لها في العالم الإسلامي عموماً.

•هناك طرف ثان يحاول توجيه الطاقة السلبية والغضب الذي تراكم أثناء أزمة البوابات هو الرئيس الفلسطيني أبو مازن. وبخلاف الرأي السائد أن أبو مازن انجر وراء الجماهير في هذه الأزمة، فهناك مؤشرات كثيرة تدل على أنه يستخدم الأزمة في خدمة حاجاته. وهو يحاول حالياً أن يركب موجة الإسلاميين من أجل الدفع قدماً بما يسميه "انتفاضة سياسية" في الساحة الدولية. وهدف هذه الانتفاضة نزع الشرعية عن دولة إسرائيل، وعزلها في الساحة الدولية، وفرض تسوية سياسية لا تقبل بها حكومة إسرائيل، بواسطة الضغط والعقوبات الدولية.

•لا يخفي أبو مازن ذلك، ويقوله علناً وهو يطلق على رجله النار عندما يقلص التعاون الأمني مع إسرائيل. هو لا يلغيه تماماً لأنه يعلم أن "حماس" ستسقطه إذا لم تدافع إسرائيل عنه، لكنه يعتقد أن في إمكانه امساك الحبل من طرفيه. هذه هي الأطراف الأساسية التي يهمها أن تستمر الاضطرابات في الحرم. وهي تأمل أنه خلال الاشتباكات مع الشرطة ومع الجيش الإسرائيلي في الأيام المقبلة سيقع المزيد من القتلى والجرحى ويشعل حادث محلي من جديد الشارع الفلسطيني والإسلامي.

•وتعتمد هذه الأطراف على التوجه التقليدي في العالم العربي والإسلامي نحو تصديق نظرية المؤامرة. لقد عاد الوضع الآن في الحرم إلى ما كان عليه قبل مقتل الشرطيين، البوابات أزيلت، والكاميرات فككت، ولن تركب الكاميرات الذكية الجديدة إلا بعد مرور وقت طويل.

•إن طاقة العنف المتراكمة في الشارع الفلسطيني، وسعي "حماس" وأردوغان إلى اشعال انتفاضة، ومحاولة أبو مازن تحويل أزمة البوابات إلى نجاحات سياسية، كل ذلك يفرض على حكومة إسرائيل استخدام القوة، وأعداداً كبيرة جداً من الشرطة، لكن عليها مع ذلك أن تظهر ضبطاً كبيراً للنفس. إن هنية وأردوغان ورائد صلاح يريدون قتلى لاشعال انتفاضة. ويجب ألا نسمح لهم بذلك. لذا يجب أن نحرص في الأماكن التي قد تنشب فيها اضطرابات في الأيام المقبلة على وجود أعداد كبيرة جداً من الشرطة، لكن يجب أن تكون التوجيهات قاطعة بعدم استخدام السلاح الناري.

•هناك وسيلة أخرى يجب على حكومة إسرائيل استخدامها هي تجنيد الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على أردوغان، وعلى أبو مازن وهنية. فأردوغان هو عضو في حلف شمال الأطلسي، وليس مقبولاً ان تبقى دول الحلف صامتة عندما تقوم دولة عضو أخرى في الأطلسي بالتحريض على دولة غربية ديمقراطية في الشرق الأوسط. 

•أبو مازن وهنية يحصلان على مساعدة، ويعيشان حرفياً بفضل المساعدة التي يحصلان عليها من الأميركيين والأوروبيين. ولهذه المساعدة تأثير كبير يمكنه بالتأكيد كبح الزعامة الفلسطينية في رام الله وفي غزة أيضاً. صحيح أن أبو مازن يريد المضي قدماً نحو انتفاضة سياسية بسبب خيبة أمله من إدارة ترامب. فهو لا يرى تقدماً في الجهود من أجل الدفع قدماً بمفاوضات سياسية بحسب شروطه، لكن إدارة ترامب تستطيع بالتأكيد أن توضح له أنه لا يمكن أن يعضّ اليد التي تطعمه. 

•أما بشأن الأزمة مع الأردن، فيجب أن يجري التحقيق في الموضوع جيداً. ويجب أن نوضح هل كان على الحارس اطلاق النار على الشاب الفلسطيني الذي هاجمه بمفك براغ، أم كان يجب على القائد السابق في فرقة غفعتي ركل الشاب الذي واجهه وتحييده.

•على حكومة إسرائيل وأذرعها الأمنية بذل كل ما في وسعهم من أجل تحييد الغضب الديني وطاقة العنف في الشارع الفلسطيني: أولاً، من خلال الامتناع عن التصريحات العلنية. وثانياً، من خلال الامتناع عن أفعال تلهب الشارع الإسلامي وقنوات التواصل الاجتماعي.

•أخيراً المطلوب حوار دائم مع الأوقاف وربما مع مفتي القدس. وإذا لم يكن ذلك مفيداً فإنه لا يضر. ويمكن تكليف منسق الأنشطة في المناطق [المحتلة] الجنرال يوآف مردخاي بهذه المهمة.