روسيا – إسرائيل: ربع قرن من العلاقات المهمة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•هذا الأسبوع وصل إلى إسرائيل رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف في زيارة رسمية. وهذا حدث مهم يجيء في توقيت له أهمية رمزية - إذ تحتفل روسيا وإسرائيل بمرور 25 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية التي قُطعت في أعقاب حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]، ثم استؤنفت سنة 1991.

•خلال ربع القرن الذي مر بين قطع العلاقات الدبلوماسية واستئنافها تراجعت العلاقات بصورة كبيرة، وصوّرت الدعاية السوفياتية إسرائيل وكأنها عدوة للتقدم الإنساني، وصورت الصهيونية وكأنها مؤامرة إمبريالية. وكان يُنظر [في إسرائيل] إلى السوفيات بوصفهم يعملون على زعزعة أمن إسرائيل. ولم يجر حوار دبلوماسي له أهمية باستثناء لقاءات قليلة في الأمم المتحدة، وكان الحديث عن القضايا الأمنية غير ممكن. ولم تكن هناك علاقات تجارية، وتوقفت العلاقات السياحية والثقافية، وتحول خروج اليهود من الاتحاد السوفياتي إلى موضوع خلاف وألم، وقد خرج عدد محدود في السبعينات إلى أن توقف الخروج بصورة كاملة تقريباً. وتحول عدد كبير من اليهود الذين رغبوا في الهجرة إلى إسرائيل إلى أسرى صهيون.

•ربع القرن الذي جاء من بعد ذلك كان مختلفاً للغاية، فقد أحدث تفكك الاتحاد السوفياتي في نهاية 1991 انقلاباً في العلاقة بإسرائيل. استؤنفت العلاقات الدبلوماسية، وفتحت السفارات وأعيد من جديد بناء العلاقات بين الدولتين والشعبين، وسمح لليهود بالخروج بحرية، واختار أكثر من مليون يهودي الهجرة إلى إسرائيل وبناء حياتهم فيها. وهم بذلك غيروا مصيرهم الشخصي وقدموا مساهمة ثمينة جداً من أجل نمو وازدهار دولة إسرائيل.  

•لقد فهمت جميع حكومات إسرائيل أهمية العلاقات مع روسيا الجديدة وعملت على تطويرها. وجميع رؤساء الحكومات، بدءاً من يتسحاق رابين زاروا موسكو مراراً وأقاموا علاقات عمل وعلاقات شخصية حيوية مع القيادة الروسية. كما أسست وزارة الخارجية [الإسرائيلية] علاقات يومية نشطة مع نظرائها من الدبلوماسيين الروس. ونتيجة لذلك وقعت إسرائيل وروسيا مجموعة اتفاقات اقتصادية تحولت بسببها روسيا إلى واحدة من أهم الشركاء التجاريين  لإسرائيل مع تبادل تجاري بمليارات الدولارات. كما يوجد تعاون ممتاز على صعيد الصناعات التكنولوجية المتقدمة والابتكار والعلوم.

•وفي سنة 2008 وقع اتفاق إلغاء التأشيرات، ومنذ ذلك الحين ازداد تدفق السياح [من روسيا] ووصل إلى 600 ألف سنوياً، أي خمس عدد السياح الذين زاروا إسرائيل. وتحولت إسرائيل إلى نقطة جذب للروس الراغبين في الترفيه عن أنفسهم والحج إلى الأماكن المقدسة وزيارة الأقرباء والأصدقاء. كما يزداد عدد الإسرائيليين الذي يزورون روسيا للتعرف على متاحف موسكو أو سانت بطرسبورغ.

•ومع مرور السنوات ازداد الوعي بالحاجة إلى الاعتراف والاعتزاز بالإرث المشترك بين شعبينا اللذين يعيشان إلى جانب بعضهما البعض منذ آلاف السنوات. ويتمتع يهود روسيا حالياً بحرية دينية كاملة، والطائفة اليهودية هناك مزدهرة أكثر من أي وقت مضى. ويشكل اليهود الذين يتحدثون باللغة الروسية جسراً بشرياً متيناً وحياً يساهم في توطيد العلاقات وفي بناء الثقة.

•في الحرب العالمية الثانية قاتل أكثر من نصف مليون يهودي في صفوف الجيش الأحمر. ومن اجل تخليد بطولة مقاتلي هذا الجيش الذي هزم النازيين وحرر معسكرات الإبادة، أقيم تمثال رسمي في نتانيا دشنه في سنة 2012 رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الحكومة نتنياهو خلال الزيارة الثانية للرئيس بوتين لإسرائيل.

•في السنة الماضية تدخلت روسيا عسكرياً في الحرب الأهلية في سورية. واستدعى هذا علاقة وثيقة أكثر من السابق مع المستويين السياسي والعسكري. وخلال تلك السنة أجرى رئيس الحكومة لقاءات ومحادثات كثيرة مع نظيره الرئيس بوتين، وأصبحت موسكو تعرف اليوم أكثر من السابق حاجات إسرائيل الأمنية. ويوجد الآن بين الجيش الروسي والجيش الإسرائيلي علاقة تمنع وقوع احتكاك.

 

•خلال ربع القرن الماضي نمت علاقات مهمة مع روسيا من دون المس بعلاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة ودول أخرى. ووضعت في تلك الفترة أسس متينة لمواصلة الصلات الروسية - الإسرائيلية، ونحن على ثقة من أن زيارة رئيس الحكومة الروسية ستساهم في ذلك.