الكشف عن قائمة جزئية لعملاء وجواسيس عملوا لجهاز الاستخبارات السوفياتي السابق "كي. جي. بي" في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الأربعاء) عن قائمة جزئية لعملاء وجواسيس عملوا لجهاز الاستخبارات السوفياتي السابق ["كي. جي. بي"] في إسرائيل، بينهم أعضاء كنيست وضباط كبار في الجيش ومسؤولون في أجهزة الاستخبارات، وكان هذا الجهاز جندهم لخدمته في العقود الأولى بعد إقامة دولة إسرائيل.

ولم تكشف الصحيفة عن أسماء عملاء "كي. جي. بي" الإسرائيليين، وأشارت إلى أن الكشف عنهم تم من خلال معاينة ما بات يُعرف باسم "وثائق ميتروخين" التي جرى تهريبها إلى الغرب بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق وكشفت عن نحو 1000 عميل لهذا الجهاز في أنحاء العالم، وكان من أشهرهم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أثناء إقامته في سورية [ميتروخين هو عميل سابق في "كي. جي. بي" قام بتهريب وثائق من أرشيف هذا الجهاز إلى بريطانيا].

ووفقاً لـ"وثائق ميتروخين" تمّ تجنيد ثلاثة أعضاء كنيست من حزب "مبام" الاشتراكي الإسرائيلي [اندمج لاحقاً ضمن حزب ميرتس] كعملاء في صفوف "كي. جي. بي" في خمسينيات القرن العشرين الفائت. وكان أحد أعضاء الكنيست هؤلاء الذي جُنّد قبل حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] عضواً في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية المسؤولة عن السياسة الخارجية لدولة إسرائيل وعن الجيش والأجهزة الأمنية والتي تطلع على مواد حساسة.

وبالإضافة إلى أعضاء الكنيست تمّ تجنيد مهندس عمل في مخطط إقامة مشروع المياه القطري في إسرائيل الذي كان سرياً في وقته، وموظف شغل منصباً سرياً رفيعاً في الصناعات الجوية الإسرائيلية في إطار مشروع إنتاج طائرة "لافي" الحربية الإسرائيلية، وموظف عمل في صيانة دبابة "الميركافاه" الإسرائيلية وقام بنقل معلومات عنها إلى مشغّليه.

وتشير الوثائق إلى أنه كان هناك نجاحان لافتان لمنظومة تجنيد العملاء التابعة للـ"كي. جي. بي"، الأول تجنيد رجل استخبارات إسرائيلي عمل في قسم مكافحة التجسس في جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، والثاني تجنيد ضابط كبير برتبة لواء كان عضواً في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي. 

وذكرت الصحيفة أنه عندما نُقل اسم هذا اللواء إلى إسرائيل في تسعينيات القرن العشرين الفائت تقرر بصورة استثنائية عدم اتخاذ أي إجراءات ضدّه بسبب وضعه الصحي، وهو توفي بعد فترة قصيرة من كشف أمره.

 

وجاء هذا الكشف في إطار نبأ موجز نشرته "يديعوت أحرونوت" أمس عن تقرير مفصل بهذا الشأن أعدّه محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة رونين برغمان وسيُنشر كاملاً في الملحق الأسبوعي للصحيفة غداً (الجمعة).