بعد عشر سنوات ليس هناك سبب يدفع نصر الله إلى مغامرة قد تغير الإنجازات التي حققها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

•مع نهاية المعارك قبل عشر سنوات، بدأت حرب التراشق بالاتهامات في المستويين السياسي والعسكري، بسبب الشعور الذي ساد بين الجمهور بأن حرب لبنان الثانية لم تحقق التوقعات منها، لكن اليوم، بعد عشر سنوات، هناك شعور بأن النظرة إليها، سواء بين الجمهور أو في الجيش أو في القيادة السياسية قد تغيرت. 

•الأساس المنطقي بسيط. الهدوء شبه المطلق الذي يسود الحدود الشمالية دليل على أن الحرب حققت الردع في مواجهة حزب الله الذي يخشى القيام بهجوم. 

•في الفترة الأخيرة قال عمير بيرٍتْس الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال الحرب: "بنظرة إلى الوراء، نجد أن هذه الحرب حققت أهداف دولة إسرائيل الاستراتيجية، ونجحت في تحقيق الأهداف التي حددناها لأنفسنا، وأثبتت قدرتها. وفي امتحان النتائج كانت حرباً ناجحة".

•لكن يبدو أن ما تغيّر حقاً هو ذاكرتنا. لأننا إذا عدنا إلى نتائج الحرب ومجرياتها ندرك أيضاً اليوم أن إسرائيل لم تنتصر في تلك الحرب. 

•كانت هناك سلسلة إخفاقات.

•حرب لبنان الثانية هي الحرب الأولى لإسرائيل التي تحولت فيها المؤخرة الداخلية إلى جبهة. وكما هو معروف لم تكن إسرائيل مستعدة لمواجهة هذا الوضع الجديد. فر مئات آلاف السكان من مناطق القصف نحو الجنوب من دون أن يكون هناك من يساعدهم. في نهاية الأمر كثيرون استعانوا بهيئات تطوعية، وهم يتذكرون الخيم التي أقامها المليونير أركادي غيدماك.

•لكن إذا تجاوزنا الإخفاقات الموضعية، لا يزال هناك من يعتقدون أننا انتصرنا ويدعون أن عشر سنوات من الهدوء دليل على تحقق الردع، فهل هذا صحيح؟ هل سنوات الهدوء هي التي تحدد معيار النصر؟ لو كان هذا صحيحاً فما هو المعيار. ما هو عدد سنوات الهدوء التي تعتبر انتصاراً 10؟ 15؟ 50؟

•في الشرق الأوسط لا يبدو أن هذا المعيار قابل للتطبيق. لو أخذنا نموذج حرب تمثل أكثر من غيرها انتصاراً إسرائيلياً - حرب الأيام الستة - نرى أنه بعد ست سنوات فقط على انتهائها عادت الجيوش العربية إلى مهاجمة إسرائيل. أكثر من ذلك، بعد عامين فقط نشبت حرب الاستنزاف التي استمرت حتى حرب يوم الغفران [حرب أكتوبر 1973]. وفي المقابل أدت حرب يوم الغفران إلى أكثر من 40 عاماً من الهدوء على الحدود السورية وإلى السلام مع مصر.

•هل هذا مصادفة أم هناك منطق للأمور؟ كل مستشرق مبتدىء يستطيع أن يشرح أن أحد الأمور التي تسود في الشرق الأوسط هو مسألة الكرامة. فمن يتعرض للإهانة يسارع إلى محاولة استعادة كرامته. في حرب الأيام الستة جرى إذلال دول عربية، لذلك عادت بسرعة لاستعادة كرامتها. في حرب يوم الغفران شعرت هذه الدول بأنها انتصرت ولذلك بعد بضع سنوات كان في إمكان السادات التوجه إلى شعبه ليقول له إنه يريد توقيع سلام مع إسرائيل.

•إذا طبقنا ذلك على الوضع في مواجهة حزب الله، ففي إمكان الحزب أن يشعر بأنه نجح في الانتصار على الجيش الإسرائيلي، وفي إقامة توازن رعب في مواجهة أقوى جيش في الشرق الأوسط. ومن المحتمل أنه لو هُزم قبل عشر سنوات لدفعه ذلك إلى رد أسرع ضد إسرائيل.

•بعد مرور عشر سنوات يبدو أنه لا يوجد سبب يدفع نصر الله حالياً للدخول في مغامرة يمكن أن تغير الإنجازات التي حققها.

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2423