أيزنكوت أخطأ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•رئيس الأركان، الجنرال غادي أيزنكوت، يقف على رأس قائمة الذين يحظون بالتقدير بين موظفي الدولة. وخلال السنة ونصف السنة من نشاطه في منصبه القائد الأعلى للجيش، برهن على أنه كم كان مبرراً تعيينه لشغل هذا المنصب: إنه يُشرف على  تغييرات بنيوية مهمة، وفي فترة سابقة أظهر تصميماً قوياً عندما نقل فرع الوعي اليهودي [في الجيش] إلى شعبة القوة البشرية كي يحد من قوته. ولكن للأسف الشديد فشل أيزنكوت فشلاً ذريعاً في موضوع تعيين الحاخام الرئيسي للجيش. إن شاغل هذا المنصب، هو برتبة عميد، وليس عضواً في هيئة الأركان العامة، ولكن وزنه كبير جداً في مجال العلاقات بين الجيش والمجتمع القابل للانفجار. وبصفة خاصة في دولة لم تنجح في الانفصال عن الدين.

•إن أقوال الحاخام العسكري الوافد، إيال كريم، التي تتضمن السماح بممارسة الاغتصاب في زمن الحرب ("معاشرة إمرأة من الغوييم هو أمر خطير جداً، إلا أنه مسموح به في زمن الحرب... آخذين في الاعتبار الصعوبات التي يواجهها المقاتلون. ونظراً لأن نجاح المجموع في الحرب هو نصب أعيننا، سمحت التوراة للفرد بأن يشبع نزوة الشر في داخله وفق الشروط المسموح بها، وذلك من أجل نجاح المجموع")؛ وأقواله التي تسمح بعدم تنفيذ أمر عسكري يخالف الشريعة اليهودية؛ والسماح بقتل مخربين؛ والقول بأن الشاذين جنسياً هم مرضى، وأنه يجب عدم تجنيد فتيات في الجيش، وأن المرأة غير مؤهلة للإدلاء بشهادة لأن "النساء عاطفيات"، هذه الأقوال تدل على أن كريم لا يستطيع أن يشغل هذا المنصب.

•إن هذه الأقوال لم تُكتشف فجأة، فهي قد نُشرت في موقع "كيباه" في إطار سلسة أسئلة وأجوبة في العامين 2002-2003. ولكن أسلاف أيزنكوت أهملوا ذلك، وأعادوا تجنيد المدني كريم، الذي كان ضابطاً في الاحتياط، في الجيش النظامي. ويزيد أيزنكوت من فداحة أخطائهم ويريد ترقيته. وهو في مواجهة النقد، لا يعترف بخطئه، وإنما يصر عليه.

•إن تعيين الحاخام العسكري الرئيسي أمر حساس جداً في هذا الوقت الذي صارت فيه مسألة مصدر السلطة في الجيش- من صاحب القرار، القائد أم الحاخام- ذات أهمية حاسمة. إن الرسالة التي يتضمنها تعيين كريم على خلفية أقواله المتنوعة، هي تقويض لحجر من الحجارة الأساسية في الجيش الإسرائيلي، والذي بحسبه الأمر العسكري هو وحده الملزم وليس الشريعة الدينية، في زمن السلم كما في زمن الحرب.

•ومع أن كريم نشر رسالة فيها، كما يدعي، توضيح أقواله ("الحاخام الرئيسي للجيش مثله مثل كل جنود الجيش وقادته يخضعون لرئيس الأركان وللتراتبية العسكرية؛ والحاخامية العسكرية الرئيسية هي الحاخامية لجميع جنود الجيش، وأنا مدرك للاختلاف والتنوع الموجود في صفوف الجيش وللمساهمة المهمة لكل جندي وجندية في صفوف الجيش، من دون ارتباط بميولهما الجنسية أو الرأي أو القومية التي ينتميان إليها")، فإن علماً أسود يخفق فوق تعيينه ومهمته كسلطة روحية في الجيش.

•والآن، بعد موافقة رئيس الأركان على التعيين، المطلوب من وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، الذي توقيعه ضروري للمصادقة على قرار رئيس الأركان المؤسف- أن ينقذ شرف الجيش.