نتنياهو يعود إلى سياسة الرفض
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لدى تولي أفيغدور ليبرمان وزارة الدفاع قبل أسبوعين قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: "أريد أن أوضح إنني أتعهد بتحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين ومع جيراننا كلهم... لقد تضمنت مبادرة السلام العربية عناصر إيجابية يمكن أن تساعد في إعادة إجراء مفاوضات بناءة مع الفلسطينيين. نحن مستعدون لإجراء مفاوضات مع دول عربية بشأن تحديث المبادرة على نحو يعكس التغيرات الدراماتيكية التي حدثت في منطقتنا منذ 2002، لكنها تحافظ على الهدف المتفق عليه، دولتين لشعبين".

•في ذلك الوقت كان نتنياهو منزعجاً من النقد العام الحاد الذي برز في أعقاب الطريقة الفظة التي جرى بها إبعاد موشيه يعلون من أجل ليبرمان، ومن الضغوط الدولية التي سبقت انعقاد مؤتمر باريس، فانتهز خطاب عبد الفتاح السيسي للتبشير برياح سلام تهب على المنطقة. 

•لكن بعد مرور أيام معدودة ها هو نتنياهو يعود بطريقته الملتوية إلى فلسفة الرفض، فهو قال بالأمس في جلسة لوزراء الليكود إنه لن يوافق أبداً على القبول بمبادرة السلام للجامعة العربية كأساس لمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف: "إذا أدركت الدول العربية أن هناك ضرورة لتعديل المبادرة وفق التغييرات التي تطالب بها إسرائيل فسيكون هناك ما يمكن التفاوض عليه، وإذا طرحوا مبادرة عام 2002 قائلين take it or leave it، حينها سنختار to leave it" [خذها كما هي، أو أتركها، سنختار أن نتركها].

•لا يشكل هذا تغيراً في أسلوب نتنياهو المعتاد، بل هو تكرار لأسلوب قديم الغرض منه إفشال أية مفاوضات مسبقاً والحؤول دون مناقشة القضايا المتعلقة بها. ونتنياهو الذي صرح مراراً أنه يلتزم بحل الدولتين (وصرح العكس أيضاً) وبمفاوضات سياسية، يحرص أيضاً على وضع شروط مسبقة (مثل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، بينما كانت الحكومة السابقة تجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية) تمنع بدء الحوار. فإذا كان نتنياهو غير راض عن المبادرة العربية ليتفضل ويقترح مبادرته الخاصة. حتى الآن يقتصر نشاطه على التصريحات الجوفاء والمتناقضة وعلى محاولات احباط المبادرات الموجودة.

•يستطيع نتنياهو الاستمرار في بهلوانياته الكلامية ولكن كما قال له وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو في حديث هاتفي، أنه على الرغم من معارضة إسرائيل فإن فرنسا تنوي مواصلة المضي قدماً في مبادرة السلام التي طرحتها، وأبلغه بأن "القطار انطلق من المحطة". 

 

•إن تقرير اللجنة الرباعية الدولية الذي سيعالج الجمود السياسي والذي من المفترض أن يشتمل على توصيات تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للمناطق، من المنتظر أن ينشر في نهاية الشهر، وأن ينضم إلى مبادرة السلام الفرنسية وإلى الرأي العام الدولي الذي لم يعد مستعداً للاستمرار في تحمل الاحتلال الإسرائيلي. في ضوء هذا كله فإن الرفض وتقلبات نتنياهو لا يشكلان سياسة ملائمة.