ما هي التحديات التي سيواجهها ليبرمان كوزير للدفاع؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG

•إن أول شيء سيفعله أفيغدور ليبرمان بعد إقرار تعيينه وزيراً للدفاع في الحكومة – على افتراض أن هذا التعيين سيُقر- سيكون دعوته إلى الاجتماع باللواء في الاحتياط أودي أدام، الذي كان قائداً للمنطقة الشمالية خلال حرب لبنان الثانية [حرب تموز/ يوليو 2006] والذي تولى منصب المدير العام للبحث النووي في الكِرْياه [مجمّع في تل أبيب يضم هيئة الأركان، ووزارة الدفاع، ومؤسسات حكومية أخرى]، وكان مديراً للصناعات العسكرية الإسرائيلية "تاعس" منذ مغادرته الجيش.

•لقد كان من المنتظر أن يُعيَّن أدام مديراً عاماً لوزارة الدفاع -  ويعتبر هذا من أهم التعيينات التي قام بها وزير الدفاع المنتهية ولايته موشيه يعلون. ونظراً إلى أن تعيين المدير العام للوزارة يعتبر بمثابة تعيين شخصي للوزير، فقد طرحت في الأيام الأخيرة عدة أسماء للمرشحين لهذا المنصب المهم، بينهم نائب رئيس الأركان السابق اللواء في الاحتياط يائير نافيه، وقائد سلاح البحر السابق اللواء في الاحتياط إليعيزر مروم، ومدير شركة الكهرباء اللواء في الاحتياط يفتاح رون – طال. لكن اسم رون –  طال لم يعد مطروحاً بعد تمديد توليه منصبه في شركة الكهرباء لمدة ثلاثة أعوام.

•ويبدو أنه على الرغم من الهزّة التي حدثت في الوزارة، فإن مديرها الحالي سينهي مهمته هذا الأسبوع. ويبدو حالياً أن ليبرمان معني بالموافقة على التعيين الذي قام به يعلون، وأن أدام سيتولى مهماته في الأيام القريبة. ومن المتوقع أيضاً أن يوافق الوزير الجديد على تعيين مسؤول رفيع المستوى آخر عيّنه يعلون لتولي رئاسة هيئة تطوير البنية التحتية التكنولوجية والوسائل القتالية، هو العميد في الاحتياط داني غولد، وكان قد تولى سابقاً رئاسة تطوير مشاريع "القبة الحديدية". 

•لكن ليست التعيينات الملحة هي المطروحة فقط على جدول أعمال الوزير: فبالإضافة إلى التعيينات في مناصب مهمة يدخل ليبرمان إلى مكتبه في وزارة الدفاع في أثناء المرحلة الأخيرة من الاتصالات بالولايات المتحدة بشأن صفقة المساعدة الأمنية الجديدة لإسرائيل في العقد المقبل. وعلى الرغم من أن هذه الاتصالات يديرها نتنياهو شخصياً، فإن المؤسسة الأمنية تؤدي دوراً أساسياً فيها. لكن من غير المحتمل أن يؤدي تولي ليبرمان لمنصبه إلى التأثير في المحادثات الدائرة بين الطرفين، أو أن يؤثر في مصير الصفقة.

•إن التحدي الآخر الذي يواجهه ليبرمان هو المتعلق بالعلاقات مع رؤساء المؤسسة الأمنية: إذ يصل زعيم حزب إسرائيل بيتنا إلى وزارة الدفاع من دون معرفة أمنية مهنية، لكن مع الخبرة التي راكمها خلال سنوات توليه منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، وعضويته في الطاقم الوزاري الأمني - خلال عملية "الجرف الصامد".

•لكن الوزير الجديد لم يعمل عن قرب مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي. وسيتعين عليه العمل بجدية من أجل حل مشكلة الثقة بينه وبينهم، الناتجة من كونه الشخص الذي كان وراء حملة جمع التبرعات من أجل الجندي الذي أطلق النار في الخليل أليؤر أزريه، المتهم بقتل مخرب فلسطيني جرى تحييده.

•هذه الحملة التي هدفت إلى الإساءة إلى يعلون خلقت  أقل ما يمكن قوله شعوراً بعدم الارتياح في المؤسسة الأمنية. وتشاء الصدف اليوم تحديداً ومع اقتراب المفاوضات بشأن توسيع الائتلاف على الانتهاء، أن تبدأ محاكمة أزريه في المحكمة العسكرية في يافا. ويتطلعون في الجيش الإسرائيلي نحو مقر وزارة الدفاع ويتساءلون: هل سيدعم ليبرمان كوزير للدفاع الجهاز القضائي العسكري وقرارات القيادة العليا في الجيش في هذا الشأن؟ ينتظرون في رئاسة الأركان ماذا سيكون الجواب.

•إنّما القضية الأكثر أهمية التي سيواجهها ليبرمان عند توليه وزارة الدفاع هي في نهاية الأمر، التحدي الأمني: إذ يتولى رئيس حزب إسرائيل بيتنا منصبه في فترة تبدو الجبهة الجنوبية على وشك الاشتعال بسبب الجهود التي يوظفها الجيش من أجل إحباط أنفاق "حماس". وأي خطأ يرتكبه أحد الطرفين في فهم الوضع يمكن أن يثير جولة قتال إضافية خلال الصيف المقبل.

 

•من مصلحة ليبرمان أن يتولى المنصب الذي انتظره طوال حياته بصورة هادئة. لهذا السبب من المحتمل ألاّ نسمع في الفترة المقبلة تصريحات من جهته تدعو إلى اغتيال زعماء "حماس" مثل دعوته إلى اغتيال إسماعيل هنية التي سمعناها خلال الفترة التي كان فيها في المعارضة. على الأقل في بداية توليه مهماته سيرغب وزير الدفاع الجديد في الامتناع عن مثل هذه التصريحات.