يحاولون كسر منظمة "لنكسر الصمت"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تحولت منظمة "لنكسر الصمت" إلى أكبر خطر يتهدد أمن إسرائيل، على الأقل وفقاً لتحقيق بثته القناة الثانية عرضت فيه "أدلة" مزعومة تُظهر نشطاء من المنظمة يستجوبون جاسوساً ويجتهدون لانتزاع معلومات عسكرية حساسة منه.

•"التحقيق الصحافي" الذي أجرته جمعية "حتى هنا" اليمينية، أصبح على لسان وزير القدس والتراث زئيف إلكين الذي تحدث عن "تخوف كبير من استخدام أعضاء منظمة لنكسر الصمت أداة للتجسس". وسارع وزير الدفاع موشيه يعلون إلى إصدار التعليمات لفحص المعلومات الواردة في التحقيق، وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبر صفحته على الفايسبوك بأن منظمة "لنكسر الصمت" "اجتازت خطاً أحمر آخر" وأن "أوساط التحقيق الأمنية تفحص الموضوع".

•وكالعادة استغل يائير لبيد الفرصة كي يُقدم نفسه يمينياً بكل معنى الكلمة، وقال إن "المنظمة تتآمر على دولة إسرائيل وتلحق بها ضرراً جسيماً داخلياً وخارجياً. وفي الوقت الذي تكافح دولة إسرائيل موجة الإرهاب، تأخذ منظمة "لنكسر الصمت" المعلومات وتستخدمها ضد الدولة. ويتعين على دولة إسرائيل أن تفعل شيئاً كي تدافع عن جنودها. وهذه منظمة ليس لها أي حق في الوجود في الدولة التي تحارب يومياً الإرهاب من أجل أمن مواطنيها".

•يبدو أنه لم يبق سوى أن تطالب الحكومة بأن تصنّف منظمة "لنكسر الصمت" منظمة ارهابية، وأن تعتقل أعضاءها، وتقوم بمحاكمة الجنود الخونة الذين نقلوا المعلومات عن المظالم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في المناطق، وتهنئة القناة الثانية على انجازها الصحافي الذي أنقذ  دولة إسرائيل ممن يسعون إلى خرابها.

•وبذلك ستُحل على ما يبدو المشكلات الأمنية كلها التي يعاني منها مواطنو إسرائيل، والتي لم تتمكن الحكومة من حلها: موجة الإرهاب التي تضاف إلى انتفاضتين، عمليات عسكرية وبقية المصائب الناجمة عن الاحتلال المستمر منذ سنوات طويلة. ومن المؤسف أنه بدلاً من أن تعمل الحكومة على إيجاد حل حقيقي للإرهاب، تنتهج استراتيجية مشينة تقوم على تحريض منفلت ضد منظمة حقوق انسان. ويجري ذلك في دولة تتبجح بديموقراطيتها المزدهرة البارزة وسط شعوب المنطقة.

•"لنكسر الصمت" منظمة حيوية وضعت لنفسها هدفاً هو تطهير الجيش الإسرائيلي من الأعمال غير القانونية التي يقوم بها الجنود، ومن التنكيل بالفلسطينيين والتفسير العنيف للأوامر. إن هدف المنظمة ونشاطها المثابر ضد الاحتلال ليسا فعل خيانة. وعملياً، يتعين على دولة ديموقراطية أن تفتخر بوجود مثل هذه المنظمة وأن تمنحها دعمها الكامل، وأن توقف صيد السحرة الشعبوي الجاري ضدها. إن المحاولات العنيفة لإسكات "لنكسر الصمت" والاستخدام المتكرر لها ككبش فداء سياسي، يجب أن يتوقفا.