من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في الأسبوع الماضي تعرضت العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل إلى ضربتين. هذه العلاقات التي تشبه نباتات حساسة وهشة تحتاج إلى حماية ورعاية دائمة كي تنمو بشكل صحيح، أعادتها الضربتان اللتان تلقتهما إلى الوراء بصورة كبيرة.
•الضربة الأولى اتخذت صورة إعلان الحزبين العضوين في "القائمة المشتركة" بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] وحداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] (الناصريون والشيوعيون)، شجب قرار دول الخليج تصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً. والحزبان يعلمان جيداً أن حزب الله هو عدو إسرائيل اللدود، وأنه قام بعمليات إرهابية عديدة موجهة ضدها، بينها اطلاق صواريخ في اتجاه أهداف مدنية. كما ان التنظيم مسؤول من بين أمور أخرى، عن الهجوم على السفارة الإسرائيلية ومركز الجمعية اليهودية في بوينس أيريس. واليوم، يعتبر التنظيم الذي راكم أكثر من مئة ألف صاروخ وقذيفة موجهة هدفها إسرائيل، الخطر المباشر الأكبر الذي يتهدد إسرائيل ومواطنيها يهوداً وعرباً.
•فإذا لم يكن حزب الله تنظيماً إرهابياً، من هو التنظيم الإرهابي؟ إن إعلان الأحزاب العربية في إسرائيل الذي يدحض هذه الحقيقة لا يتعارض مع الحقيقة فحسب، بل يعبر عن تأييده لتنظيم يتطلع إلى تدمير دولة إسرائيل.
•ليس من الصعب تقدير كيف سيستقبل مواطنو إسرائيل اليهود هذا الإعلان. جزء منهم سيفترض أن أغلبية العرب في إسرائيل يؤيدونه، وسيستنتجون أن العرب يؤيدون تنظيماً ارهابياً يتطلع إلى تدمير دولة إسرائيل. وبالتأكيد، فإن مثل هذا التطور لا يمكنه أن يساهم في اندماج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي. وبالفعل يبدو أن العناصر التي تتكون منها القائمة المشتركة ليست مهتمة بصورة خاصة بمثل هذا الاندماج، فهي تساهم في زيادة العداء بين اليهود والعرب بواسطة نشاطات تحريضية هدفها اثارة غضب مواطني إسرائيل اليهود.
•سيمر وقت قبل أن ننجح في الانتعاش بعد الضربة التي تلقتها العلاقات بين اليهود والعرب التي تحسنت خصوصاً في السنوات الأخيرة. ونأمل أن يكون الاستطلاع الذي أجرته القناة الثانية ويظهر فيه أن 56% من المواطنين العرب لا يعتبرون أن القائمة المشتركة تمثل مصالحهم، يعكس بصورة دقيقة أكثر علاقتهم بالدولة.
•الضربة الثانية التي تلقتها شبكة العلاقات بين العرب واليهود جاءت من مكان غير متوقع، فقد جاء في استطلاع أجراه معهد Pew أن 48% من السكان اليهود قالوا نعم عندما سئلوا إذا كانوا يؤيدون طرد [السكان] العرب من إسرائيل. وليس من المستغرب أن تستقطب هذه النتيجة التي كانت واحدة من اجابات كثيرة في الاستطلاع، اهتمام وسائل الاعلام في اليوم التالي على الرغم من أن السؤال الذي صيغ بصورة فجة، تطرق إلى قضية غير مطروحة بتاتاً في الخطاب العام في إسرائيل، وليس هناك أي حزب يشجع على فكرة طرد العرب. من الصعب معرفة بماذا فكر المشاركون في الاستطلاع عندما طرح عليهم هذا السؤال.
•في الماضي طرح حزب "موليدت" بزعامة رحبعام زئيفي [1926- 2001]، فكرة الترانسفير [الترحيل] الطوعي. وفي سنة 1996، المرة الأخيرة التي خاض فيها الحزب الانتخابات في قائمة مستقلة، حصل على مقعدين في الكنيست- وهذه النتيجة يمكن أن تعكس بصورة حقيقية أكثر حجم التأييد لفكرة طرد العرب وسط اليهود في إسرائيل. لكن الضرر الذي تسبب به استطلاع معهد بيو حدث. وليس صعباً تخيل ردة فعل العرب في إسرائيل تجاه نتائج الاستطلاع.
•كيف يمكن الاندماج في مجتمع يطالب نصفه بطرد العرب من الدولة؟ سيمر وقت طويل وسنحتاج إلى الكثير من التبريرات لإصلاح الضرر الذي تسبب به هذا الاستطلاع المضلل.