القدس أولاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•للمرة الأولى منذ 14 عاماً يخرج حزب العمل بخطة سياسية. وهي مبنية على مثال حل الدولتين، وصاغها عضو الكنيست حيليك بار، لكن التجديد الشجاع الذي اشتملت عليه هو صيغة الفصل في القدس التي اقترحها رئيس المعارضة يتسحاق هيرتسوغ.

•ووفقاً لهيرتسوغ، يجب فصل معظم الأحياء اليهودية في القدس عن الأحياء العربية بجدار. ومثل هذه الخطوة ستكون لها بالتأكيد انعكاسات بعيدة المدى لا يدركها الجميع. ونظراً لأنه ليس في استطاعة أحد أن يحبس ربع مليون فلسطيني في سجن بين الجدار الجديد وجدار الفصل الذي بُني بعد الانتفاضة الثانية، فستكون هناك ضرورة لفتح جدار الفصل أمام الفلسطينيين للانتقال إلى أراضي الضفة الغربية. وبذلك ينفصل سكان هذه الأحياء عن نسيج الحياة في القدس الغربية، لكنهم سيرتبطون مجدداً مع نسيج الحياة والاقتصاد في الضفة الغربية، التي فصلهم عنها جدار الفصل. ولن يعود هناك مبرر بعد الآن لهؤلاء الفلسطينيين للاحتفاظ بهوية المدينة التي انفصلوا عنها. وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية أو من دون التنسيق معها، فإن هذه السلطة ستبدأ تدريجياً بفرض صلاحياتها على الأحياء التي ضُمت إلى الضفة الغربية.

•إن الفصل بين سكان القدس الشرقية الفلسطينيين والسكان اليهود، الذي سيتخذ كخطوة أمنية ضرورية، سيضع حداً للشعار غير الواقعي "القدس كلها موحدة تحت سيادة إسرائيل". وهكذا لن تقسّم القدس اليهودية، لكن القدس الشرقية ستقسم عملياً.

•إن أي مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل ستبدأ من هذه النقطة. ولو أن الفلسطينيين يتمتعون ببعد نظر سياسي، لكانوا طلبوا بدء المفاوضات فوراً. إن الواقع الجديد الذي سينشأ سيحقق عملياً أحد مبادئ خطة الرئيس كلينتون الذي نص على "أحياء يهودية لإسرائيل، وأحياء عربية لفلسطين". وإذا تذكرنا أن ياسر عرفات وافق في ذلك الوقت على تطبيق سيادة إسرائيل على الحائط الغربي، فإن مفاوضات مستقبلية على القدس ستبدأ من نقطة أسهل بكثير بالنسبة للجميع.

•في التسعينيات عندما تحدثنا مع الفلسطينيين عن تسوية، اخترعنا تعبير "أريحا أولاً" و"غزة أولاً". واعتقدنا في ذلك الوقت أنه من الأسهل البدء بمكان هامشي وبعيد، وإبقاء مسألة القدس المعقدة جداً "إلى النهاية". لكن أحياناً لا يتهاوى الجدار في نقطة الخلاف الأكثر سهولة، بل تحديداً في نقطة الخلاف الأقوى.

•منذ اغتيال رابين [1995] وعملية السلام معطلة بصورة أساسية بسبب عدم وجود شجاعة سياسية. 

•إن الخطة الجديدة لحزب المعارضة الأول تدعو إلى "القدس أولاً". ويجب الثناء على الشجاعة السياسية لهذه الدعوة. وإذا طبقت هذه الخطة - أغلبية سكان إسرائيل يؤيدون فصلاً من هذا النوع - فسيكون في الإمكان التقدم نحو تحقيق حل لا بديل عنه: حل الدولتين.

 

•وعلى المجتمع الدولي والدول التي تلتزم بمبادرة السلام العربية، تبني خطوات الفصل في القدس ودعمها. ولا يوجد حالياً أي اقتراح عملي أكثر يمكن أن يكبح التدهور الحاصل على الأرض والذي سيجلب كارثة على الشعبين.