إسرائيل ليست معنية بتجدد الحرب الباردة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•عندما يحذر سياسيون كبار من مغبة الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة، فإنهم يفعلون ذلك ببلاغة خطابية ومن أجل إطلاق تحذير مدوّ أمام أسماع الإنسانية. لا ترغب روسيا وأميركا في مواجهة عنيفة. ومع مخازن السلاح التي لديهما، فإن مثل هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى نهاية الحياة على وجه الأرض.  إن سنة 2016 ليست مثل سنة 1939.

•لكن على الرغم من ذلك، هناك سمات تستدعي تلقائياً المقارنة التاريخية. فالحرب المتعددة الأوجه في سورية المستمرة منذ خمسة أعوام، تذكّر إلى حد بعيد بما جرى على أراضي إسبانيا خلال السنوات 1936-1939، وهو ما شكل استهلالاً للحرب العالمية الثانية.

•يوجد في الوضع الجديد ما يذكر تحديداً بالحرب الباردة. يومها تراجع الغرب، ولم يستمع إلى وِنستون تشرشل على الرغم من مكانته الكبيرة عندما أطلق صرخته قائلاً "ستار حديدي أُسدل على أوروبا"، حوّل موقف الغرب هذا شرق أوروبا أسيراً للاتحاد السوفياتي. يوجد أساس لاعتقاد أن فلاديمير بوتين يسعى إلى تكرار الجولة السابقة- في الأربعينيات-  والتي حاولت خلالها روسيا توسيع الامبراطوية الشيوعية من خلال نشاطات تآمرية في تركيا وإيران واليونان، وإلى حد ما أيضاً في السياسة الفرنسية [الداخلية].

•من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة أخطأت عندما لم تناضل من أجل إبقاء بولنده خارج المعسكر الشيوعي. لكن هاري ترومان فضل سياسة الاحتواء، وظل الأميركيون والروس على علاقات دبلوماسية متوترة وبقيت العلاقات مكدرة سنوات طويلة، لكنهم امتنعوا عن استخدام القوة العسكرية. فهل هذه هي الصورة التي تبدو حالياً؟

•هل باراك أوباما وحلف شمال الأطلسي يقبلان بتحول سورية إلى منطقة نفوذ روسية كما كانت دول أوروبا الشرقية؟ وهل سيتبع الأميركيون سياسة احتواء (containment) ولا يسمحون للروس بالتوسع بعد الآن، وأين؟ وهل باراك أوباما هو الذي سيتصرف بهذه الطريقة بعكس تصرفه في معظم أيامه في البيت الأبيض؟ أم أنه يجب انتظار الرئيس المقبل في ظل الارتباك الذي يسود في أميركا؟

•من حيث المبدأ، ليس لإسرائيل مصلحة في تجدد الحرب الباردة. في الجولة الأولى وقف الاتحاد السوفياتي إلى الجانب العربي من المتراس، في حين منحت الولايات المتحدة مساعدة كبيرة لإسرائيل، ولكنها غير مطلقة بسبب مصالحها مع دول النفط. كيف ستبدو الصورة المستقبلية لمثل هذه الحرب؟ هل سيكون في إمكان إسرائيل المحافظة على علاقات مفيدة مع الدولتين العظميين؟ من ناحية أخرى وعلى الرغم من صعوبة الحرب الباردة السابقة، نجحت إسرائيل في التطور كما يجب في تلك الظروف الصعبة.

 

•يتعين على المؤسسات الأكاديمية الاستراتيجية أن توجه اهتمامها للفائدة والضرر اللذين سيصيبان إسرائيل إذا تحولت التوترات الحالية إلى "حرب باردة ثانية".