إيران: موضوع ممل - الفلسطينيون؟ لا أحد مهتم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•خبران أحدهما جيد، والثاني سيئ بالنسبة لرئيس الحكومة، كلاهما صدر عن مؤتمر ميونيخ – المؤتمر الأهم في العالم للعلاقات الخارجية والاستخبارات والأمن الذي أنهى أعماله أمس.

•أولاً الخبر الجيد، على الأقل بالنسبة للسياسة الخارجية الإسرائيلية: لقد انعقد المؤتمر وأنهى أعماله في جو من شعور قاس باليأس، والبلبلة وأجواء الحرب. لكن هذه المرة، على عكس جزء من الـ51 مؤتمراً السابقة، وباستثناء أقوال بعض المندوبين العرب التي جاءت من قبيل رفع العتب، فإن أحداً لم يحاول ادعاء أن لإسرائيل علاقة بالفوضى العارمة - تنظيم داعش، العدائية الروسية في أوكرانيا وفي سورية وأزمة اللاجئين- التي تهدد النظام العالمي. إن صلة إسرائيل بهذه التهديدات هامشية، إن لم تكن معدومة. ولم تُطرح القضية الفلسطينية في أي جلسة من جلسات المؤتمر، كما لم تُذكر بتاتاً سوى في خطاب وزير الدفاع يعلون.

•إذا كان مؤتمر ميونيخ مؤشراً لما يحدث في العالم الدبلوماسي والعلاقات الدولية، فيمكن القول انه في سنة 2016 لم يعد أحد معنياً بالفلسطينيين. فأوروبا تواجه - مشكلات أخرى أصعب وأكثر أهمية بكثير. ومن الصعب افتراض أنه في العالم الجديد سيكون على الكرة الأرضية أحد، لديه الوقت والموارد أو الرغبة من أجل استخدام ضغط حقيقي على إسرائيل. 

•الأجواء الصعبة الناتجة عن الفشل الذريع للسياسة الخارجية الأوروبية والأميركية حيال روسيا في سوريا، أدت الى الخبر الثاني السيئ لإسرائيل: هذا الفشل تولّدت منه حاجة لتسليط الضوء على النجاحات، أو لمزيد من الدقة على ما اعتبر وقدم على أنه النجاح الباهر لأوروبا والولايات المتحدة – الاتفاق النووي مع إيران. جميع المتحدثين (باستثناء يعلون وجون ماكين) اعتبروا الاتفاق انتصاراً للحوار على الحرب، وخطوة دبلوماسية ناجحة من جانب عدد كبير من الدول التي بذلت جهداً غير مسبوق لمنع المواجهة ونجحت في ذلك.

•إليكم ما قاله الذين اهتموا، ولو إلى حد ما، بالاتفاق النووي. في المؤتمرين السابقين كان محمد جواد ظريف النجم الأكبر - طلق اللسان، ذكي، بشوش الوجه، ويتحدث مع الغرب بلغته، ويختلف عن الذين سبقوه ممن كانوا أصحاب وجوه متجهمة، وأفكار ظلامية، ومنكري المحرقة. لقد كان البرنامج النووي الإيراني والعقوبات القاسية التي فرضت على إيران، والخسائر المالية للشركات الضخمة في الغرب والتهديد بهجوم إسرائيلي، هي الموضوع الأهم الذي عالجه هذان المؤتمران. وحظيت النقاشات المتعلقة بالبرنامج وفي طليعتها خطاب ظريف، باهتمام كبير. وعلى سبيل المقارنة، فإن الجلسة المخصصة للاجئين التي جرت العام الماضي كانت من دون معنى بصورة محرجة.

•في هذا العام تغير كل شيء: فكل ما له صلة باللاجئين حظي بالطبع باهتمام خاص. وقد خص رئيس المؤتمر وُلفغانغ إيشينغر ظريف بالاهتمام عندما حدد موعد ظهوره أمام المؤتمر في الساعات المبكرة ليوم الثلاثاء، لكن هذا لم ينفع- كان نصف القاعة خالياً. ويبدو أن المشروع النووي الإيراني الذي لا تزال أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتبره تهديداً أساسياً لسلام الدولة، لم يعد يهم العالم. فقد أصبح من الماضي. كان وانتهى. انتهى.

 

•إن السأم العام الذي يثيره الموضوع الإيراني في المجتمع الدولي له دلالتان متعارضتان. الأولى تتعلق بالقلق العميق الذي يثيره الموضوع في إسرائيل، فقد دلّ المؤتمر على أنه إذا أرادت إسرائيل الدخول في مواجهة مع إيران- بطريقة أو بأخرى- فإنها ستكون وحدها. ويتبين من الأحاديث التي أجريتها مع كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى أنهم سيعبرون شفهياً عن قلقهم- لكنهم عملياً، في مواجهة تهديدات يعتبرونها أخطر بكثير، لم يعد الموضوع الإيراني يحتل المكان الأول أو الثاني في سلم الأولويات. أما الدلالة الثانية، فإن عدم اهتمام الغرب بالبرنامج النووي الإيراني يشكل دليلاً على الفجوة الآخذة في الاتساع بين التهديدات التي يخشاها القادة في القدس (حزب الله، "حماس"، إيران)، وما يقلق نظراءهم في الغرب (روسيا، داعش، واللاجئون).