الحرب ضد الأنفاق على أرض الواقع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•من الأفضل أن نبدأ هذه القصة من النهاية، مع الحقيقة الأساسية التي سيستخلص منها كل قارئ استنتاجاته: ليس لدى جهاز الأمن معلومات عن نفق يجتاز السياج من قطاع غزة في اتجاه مستوطنات غلاف غزة. لكن هذا لا يعني أن نفقاً كهذا غير موجود، لأن الصورة الاستخباراتية ليست جيدة بصورة كافية، لذا فإن الفرضية التي توجه العمل متشددة، ويجري التصرف كما لو أن النفق قد حُفر وعبر  إلى أراضي إسرائيل.

•التقدير في الجيش الإسرائيلي هو أنه كجزء من دروس عملية "الجرف الصامد" يفضلون في"حماس" هذه المرة حفر نفق نوعي واحد طويل يجتاز الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية بدلاً من حفر عدة أنفاق يجري العمل عليها بالتوازي ويستغرق حفرها وقتاً طويلاً.

•يوظف الجيش والشاباك أفضل الوسائل في مجالي الاستخبارات والهندسة. لكن على الرغم من التحسن في القدرات، فإن النتائج على الأرض ليست جيدة بما يكفي. لقد وفر الجيش الإسرائيلي لفرقة غزة مائة آلية هندسية خاصة، بينها 30 حفارة للحفر العميق بناء على معلومات جرى جمعها ميدانياً. لكن حتى الآن ليست هناك نتائج. وفي جميع الأحوال- "حماس" ليست موجودة في النقطة التي كانت فيها عشية عملية الجرف الصامد، فهي عملت على مشروع الأنفاق قرابة أربعة أعوام ووصلت إلى حفر 33 نفقاً اكُتشفت في وقت متأخر خلال عملية برية. نحن لسنا كما كنا آنذاك، لكن من جهة أخرى لسنا في وضع مثالي.

•يبلّغ سكان منطقة غلاف غزة عن سماعهم ضجيجاً، وبعضهم يسمعه من أماكن تبعد نحو 4 كيلومترات وأكثر من الحدود. وعلى الرغم من أن يكون ما يجري حفر نفق هو احتمال ضئيل، فإن من الطبيعي مع تزايد ما ينشر عن الموضوع أن تتزايد الضجة. والجيش يقفز إلى كل نقطة ويتعامل بجدية مع كل تحذير، لكن حتى الآن من دون نتيجة. لقد جرى العثور على كل الأنفاق الأربعة التي اكتشفت داخل أراضي إسرائيل قبل "الجرف الصامد" بسبب يقظة سكان غلاف غزة وأمطار الشتاء التي كشفت فتحات تلك الأنفاق.

•لم يؤد فحص الشكاوى عن الضجيج الذي بلّغ عنه السكان منذ انتهاء عملية الجرف الصامد حتى اليوم إلى العثور على الأنفاق المحفورة. لقد عادت "حماس" إلى الحفر منذ اللحظة الأولى بعد انتهاء العملية [الجرف الصامد] في آب/أغسطس سنة 2014، وذلك انطلاقاً من فهم عسكري استراتيجي بأن الجزء [من المعركة] تحت الأرض يمنح الحركة تفوقاً وينقل القتال إلى الجانب الثاني، تماماً مثل ما يخطط له حزب الله في الشمال.

•إن الذي يشرف على مشروع الأنفاق هو يحيى سنوار، وهو من الذين أُطلق سراحهم في صفقة شاليط، وتحول في الفترة الأخيرة إلى شخصية مسيطرة في الذراع العسكرية لـ"حماس" إلى جانب محمد ضيف. وانطلاقاً من اعتقاد ان هذا المشروع هو رصيد استراتيجي، توظف الحركة فيه معظم جهودها: أكثر من 1000 شخص يحفرون يومياً ويتقدمون بوتيرة سريعة نسبياً تصل إلى 50 متراً في الأسبوع. وتجري الحفريات على عمق 25 متراً بعرض متر ونصف المتر وارتفاع يصل إلى مترين. ومن نفق إلى آخر تتطور قدراتهم ويتعلمون مهنة الحفر ويحاولون تحسينها.

•نحو 11 ناشطاً في "حماس" على الأقل قتلوا في انهيار خمسة أنفاق في القطاع منذ عملية "الجرف الصامد" وتظهر الحوادث ذات الطابع العملياتي المحاولات التي لم تتوقف لحظة من أجل اجتياز الحدود إلى أراضي إسرائيل. عندما سئل منسق الأنشطة في المناطق يوآف (بولي) مردخاي الأسبوع الماضي في مقابلة أجرتها معه وكالة "معاً"، هل لإسرائيل علاقة بحوادث العمل التي تقع للعمال الفلسطينيين؟ أجاب: "الله أعلم"، وترك الموضوع غامضاً.

•بالأمس تطرق رئيس الأركان غادي أيزنكوت إلى القضية وتحدث عن عمليات سرية تجري في محاولة لإحباط الأنفاق. وفي طريقه انتقد النقاشات العلنية الدائرة بشأن عملية استباقية تتعلق بالموضوع. في الوقت الحالي ليست هناك عملية مطروحة على جدول الأعمال، وهي تُستغل من جانب السياسيين من أجل الظهور في العناوين الأولى للأخبار.

•كان الضغط الذي مارسه الوزير نفتالي بينت من أجل القيام بعملية هجومية صحيحاً في الماضي، لكنه هذه المرة يخطىء مرتين. إن خطأه الأساسي هو دعوته للقيام بعملية عسكرية ليست ضرورية حالياً في غزة وفي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في ضوء انعدام المعلومات الاستخباراتية، ومطالبته القيام بعملية سور واق 2 فيما يقوم الجيش الإسرائيلي بجزّ العشب [اشارة الى عمليات الاعتقال التي يقوم بها الجيش في مدن الضفة] كل ليلة منذ سنة 2002. وفي الواقع، فإن الجيش يواصل نمط العمل عينه، لكنه حتى الآن لم يجد حلاً عملانياً للمشكلة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2310