قبل أن ننطلق لخوض المعركة من المهم أن نفهم من هو العدو
المصدر
والا

أُطلق في سنة 1995، وهو بالأساس شركة إنترنت إسرائيلية تملكها شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية، ويُعتبر من أشهر المواقع في إسرائيل، ويُصنَّف بين أول 9 مواقع. يوفر الموقع الأخبار على مدار الساعة، والتي يأخذها من صحيفة هآرتس، ومن وكالات الأنباء. وبدءاً من سنة 2006 أصبح لدى الموقع فريق إخباري وتحريري متخصص ينتج مواد وأخباراً، ولديه شبكة للتسوق عبر الإنترنت.

المؤلف

•أنشأت دولة إسرائيل جهازاً هدفه محاربة حملة نزع الشرعية عن إسرائيل، هذا ما صرّح به الأسبوع الماضي وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، المسؤول أيضاً عن موضوع الدعاية الإسرائيلية. إن هذا تطور إيجابي بعد أعوام تجاهلت خلالها دولة إسرائيل الخطر الذي تنطوي عليه هذه التحركات ضدها. وعلى الرغم من أن هذا الخطر حالياً ذو قدرة محدودة على إلحاق الضرر بالمصالح الإسرائيلية، إلا أن ما يجري الحديث عنه هو خطر استراتيجي يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى عزلة دولية وأن يجبي من إسرائيل ومواطنيها ثمناً اقتصادياً وسياسياً كبيراً. 

•المقاطعات الدولية والهجمات المعادية لإسرائيل ليست "قدراً من السماء"، بل إنها نتيجة نجاح استراتيجي من جانب منظمات متطرفة في فرض قواعد اللعبة بهدف استغلال ضعف دولة إسرائيل وعزلها. ويجب على دولة إسرائيل تغيير الديناميكية الحالية من خلال تغيير قواعد اللعبة، وعزل المنظمات المتطرفة التي تقف وراء النشاطات المعادية لإسرائيل. ويجب أن تتضمن هذه الاستراتيجية حرباً ضد هذه المنظمات، كما أعلن الوزير المسؤول عن هذه المعركة غلعاد إردان. وما لا يقل أهمية هو بدء حوار مع أشخاص ومنظمات لديها قواسم مشتركة مع إسرائيل، وهي اليوم تشارك في نشاطات معادية لها. إن إعلان الحرب على هذه المنظمات جرّاء دعمها نشاطات معادية لإسرائيل، سيشكل إنجازاً لأعداء دولة إسرائيل، وسوف يؤدي إلى استمرار علاقات القوة الحالية التي تعمل ضد إسرائيل إلى ما لا نهاية.

ليس لدى إسرائيل رد دبلوماسي مناسب على هذا الخطر الاستراتيجي

•في إسرائيل مشغولون بصورة خاصة بالمنظمات التي تدعو إلى مقاطعة دولة إسرائيل وإدانتها، ومن أشهر هذه المنظمات منظمة (B.D.S) Boycotts, Divestment and Sanctions. لكن الخطر الأساسي لنزع الشرعية عن إسرائيل لا ينبع مباشرة من منظمات كهذه، فغالباً تكون مجموعة الناشطين الدائمين فيها صغيرة ومؤلفة بصورة أساسية من أشخاص ذوي أفكار متطرفة معادية للغرب، ومن بين أمور أخرى معادية لإسرائيل. إن الخطر الأساسي لنزع الشرعية هو نجاح النشاطات المتطرفة ضد إسرائيل في الحصول على دعم جماعات لديها أفكار أكثر اعتدالاً، وخاصة مجموعات ليبرالية ودينية غربية. وغالباً تؤيد هذه المجموعات أفكاراً مستنيرة وقيماً غربية، وتعتقد أنها تشجع هذه الأفكار من خلال النشاطات المعادية لإسرائيل. وجزء من هذه المجموعات، خاصة داخل الجالية اليهودية – الأميركية، يعتقد أنه يعمل لمصلحة دولة إسرائيل.

•لا تمتلك إسرائيل رداً استراتيجياً شاملاً على هذا التهديد الاستراتيجي، لذا من المهم تطوير هذا الرد في إطار الجهاز الجديد الذي أقيم. ومن أجل أن نحارب بفاعلية حملة نزع الشرعية، يتعين على دولة إسرائيل بلورة استراتيجية مضادة تميز بين "النواة" المتطرفة والداعمين "غير الطبيعيين" الذين تضمهم الحملة حالياً. ويجب عليها تقويض الشرعية التي تحظى بها منظمات معادية لإسرائيل وعزلها عن المنظمات الليبرالية.

•بدايةً، يتعين على دولة إسرائيل أن تشن حملة استخباراتية لكشف المنظمات المعادية لإسرائيل وإحباط تحويل الأموال التي تستخدمها تلك المنظمات في الحملات المعادية لإسرائيل في أنحاء العالم. هناك غموض في الوقت الراهن بشأن المصادر التي تمول المنظمات المعادية لإسرائيل، ويشير عدد من التحقيقات إلى صلة لذلك بدول الخليج التي لا علاقة لها على الإطلاق بحقوق الإنسان، أو إلى صلة بمنظمات أوروبية ذات أجندة سياسية معادية للسامية بوضوح. فإذا كانت هذه هي حقيقة الأمر، فالكشف عن المنظمات التي تقف وراء النشاطات المعادية لإسرائيل يمكن أن يقلص بصورة كبيرة من الدعم الذي تحظى به في الغرب.

•يجب على دولة إسرائيل استخدام الأدوات الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية من أجل بدء حوار مع أوساط ليبرالية ومعتدلة من الرأي العام الغربي. كما يتعين عليها البدء بنشاطات موجهة نحو جاليات يهودية كبيرة ما تزال تنتقد إسرائيل علناً، وكنائس مهمة تتعاطف مع قيم ليبرالية، وكذلك مع أطر أكاديمية مهمة في أوروبا وفي الولايات المتحدة. إن فتح قنوات مثل تشجيع تعاون أكاديمي- رسمي، وحوار غير رسمي، أو إرسال ممثلين إسرائيليين غير رسميين إلى نقاشات مغلقة، يمكن أن يغير الديناميكية الحالية ويولد ديناميكية حوار جديدة. 

•ومن أجل القيام بذلك، على إسرائيل تشجيع خطاب جديد يتيح انتقاد السياسة الإسرائيلية من دون المس بحق الدولة في الوجود. وفقاً للخطاب الإسرائيلي السائد اليوم، فإن الخيار هو بين دعم إسرائيل أو معارضتها. وهذا الخطاب يعمل لمصلحة مؤيدي مقاطعة إسرائيل وضد المصالح الإسرائيلية. ووفقاً لهذا الخطاب، فالذين تصدمهم صور الأطفال القتلى في غزة، والمعارضون للبناء في المستوطنات، وللحواجز في الضفة الغربية أو للعمليات العسكرية في قطاع غزة، يُصنفون كمنظمات متطرفة معادية لإسرائيل حتى لو لم يكونوا ضد وجود دولة إسرائيل. إن حصر الخيار بين هذين الأمرين يدفع الناشطين الذين ليست لديهم آراء متطرفة إلى أحضان حركة المقاطعة والعزل.

 

•تشكيل جهاز جديد لمحاربة نزع الشرعية هو مبادرة مباركة، لكن قبل المضي إلى المعركة من المهم معرفة من نحارب كي نقلص الخطر ولا نزيده.

 

 

المزيد ضمن العدد 2309