وصف رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت الدعوات التي تتعالى في إسرائيل على خلفية موجة "الإرهاب" الفلسطينية الحالية وتطالب بشن اجتياح عسكري واسع في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] على غرار عملية "السور الواقي" [2002]، بأنها ناجمة عن عدم معرفة الواقع الميداني في المناطق [المحتلة].
وأضاف أيزنكوت في كلمة ألقاها أمام مؤتمر حول الجيش والمجتمع عقد في المركز متعدد المجالات في هيرتسليا أمس (الثلاثاء)، أن هناك ثلاثة أسباب مركزية تقف وراء تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية هي عدم الاستقرار وتراجع مكانة القيادة الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان.
وأكد أن دحر "الإرهاب" ممكن وأن إسرائيل أثبتت ذلك في الماضي عندما نجحت في وقف الاعتداءات الانتحارية. لكن في الوقت عينه أقرّ رئيس هيئة الأركان العامة بأن الوضع الحالي معقد نظراً لكون الاعتداءات فردية ولعدم وجود جهة معيّنة تقوم بتوجيهها. كما أكد أن موجة "الإرهاب" الفلسطينية الحالية لا تشبه الانتفاضة الأولى ولا الثانية، حيث لا توجد لها قيادة محدّدة، وما نراه هو نمط جديد من النشاط ذو قوة داخلية تتغذى من أحداث خارجية.
وقال إن الجيش الإسرائيلي يبذل جهداً كبيراً من أجل الفصل بين السكان و"الإرهاب" والسماح لكل من هو غير ضالع في "الإرهاب" بكسب الرزق. وشدّد على أن هناك مصلحة إسرائيلية واضحة في تطوير الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية وقيادتها تمارسان التحريض وهذا الأمر ينعكس في وسائل الإعلام، وعدا ذلك لا يمكن رؤية أي جهة توجه "الإرهاب" وأعمال الشغب.
كما أشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي حلت محل شبكات التواصل القديمة، وإلى أنه خلال التحقيقات مع منفذي عمليات طعن تبين أن محفزاً يتكرر ويؤثر في الجميع ويثير رغبة بحمل سكين، وهو المحفّز الذي يفسر انضمام عشرات الآلاف من الشبان من العالم إلى تنظيم "داعش".
وأوضح أيزنكوت أن التقديرات في قيادة الجيش تشير إلى أن ما بين 50 و70 عربياً من إسرائيل انضموا حتى الآن إلى تنظيم "داعش". وأضاف أن "داعش" تحول اليوم إلى العدو رقم 1 عندما نتحدث عن "الإرهاب".
وتطرق أيزنكوت إلى موضوع الأنفاق في قطاع غزة والتي يمكن أن تمتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، فقال إن هناك 100 آلية عسكرية تعمل من أجل الكشف عن هذه الأنفاق، وإن هذه ستكون المهمة المركزية للجيش الإسرائيلي هذا العام، وأشار إلى أنه يجري درس أفكار عديدة من أجل تدمير هذه الأنفاق الهجومية.