قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هدفه ترسيم الحدود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•من المنتظر أن يقرّ مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مجموعة قرارات هدفها ترسيم الحدود المعترف بها لإسرائيل. وتشمل هذه القرارات من بين أمور أخرى، توضيحاً قاطعاً وحاداً بأن إسرائيل والمستوطنات لا يشكلان كياناً واحداً، وأن الاتحاد الأوروبي "سيواصل بصورة قاطعة التمييز بين إسرائيل وجميع المناطق التي احتلتها في العام 1967".

•وعلى ما يبدو، فإن هذا ليس أكثر من إبراز بصورة جليّة لقرارات الأمم المتحدة وجوهر الاعتراف الدولي بإسرائيل. تستطيع إسرائيل كعادتها أن تثور ضد "نفاق" دول أوروبا التي تنشغل بها دون سواها من دول أخرى في العالم، كما تستطيع الاستخفاف بالجانب الاقتصادي للقرار، من حيث أن دولاً مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية لا تشارك في هذه القرارات. لكن هاتين المقاربتين غير صحيحتين. فأوروبا لا تقاطع دولة إسرائيل في حدودها المعروفة. وستواصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي شراء منتجات إسرائيلية ما دامت من إنتاج الدولة المعترف بها. وحتى الضرر الاقتصادي لن يكون كبيراً، فقد نقلت مصانع كثيرة مركز نشاطاتها من الضفة إلى إسرائيل.

•بيد أن المثير للاهتمام هو أن للقرار الأوروبي نتائج أوسع بكثير ويمكن أن تكون له انعكاسات أيضاً على علاقات إسرائيل مع أصدقائها ولا سيما الدولة الصديقة الأكثر أهمية: الولايات المتحدة. يطالب القرار بوضع حد لعملية طمس معالم الحدود بين إسرائيل والمستوطنات التي رعتها حكومات إسرائيل وبخاصة حكومات اليمين. ويذكّر القرار إسرائيل بأن هضبة الجولان  والقدس الشرقية هما أيضاً أراض محتلة، وكل محاولة إسرائيلية ادعاء العكس لن تلقى أذناً صاغية من جانب دول الاتحاد، لأن طمس الحدود يهدف إلى عرقلة احتمال تحقيق مبدأ الدولتين الذي تبنته جميع دول العالم بما في ذلك إسرائيل.

•يمكننا التساؤل لماذا قرر الاتحاد التمييز بين إسرائيل والمستوطنات، فسياسة الاستيطان ليست المستوطنات هي من بدأ بها بل حكومات إسرائيل، ومن يريد حث إسرائيل على الانفصال عن المستوطنات، لا يستطيع أن يتجاهل الدعم الذي تقدمه الحكومة لها. لكن إذا نجح الاتحاد الأوروبي إلى جانب هذا القرار في صياغة اقتراح واقعي للدفع قدماً بحل الدولتين يترافق بخطوات عملية، فيمكن أن ينتج عن هذه القرارات فائدة سياسية تتجاوز أهمية التصريح بها.

•يتعين على حكومة إسرائيل أن تدرك أن موقف الاتحاد الأوروبي هو تعبير عن اليأس الآخذ في الازدياد إزاء سياستها، وأنه ينطوي أيضاً على منح الشرعية لدول أخرى، وربما أيضاً الولايات المتحدة، التي لا ترفض الموقف الأوروبي كي تتبنى السياسة الأوروبية، وهذا هو التهديد الذي يواجه الحكومة ومواطني الدولة الآن.

 

 

المزيد ضمن العدد 2293