تعيين يوسي كوهين رئيساً للموساد يظهر رغبة نتنياهو بنظام جديد في الشرق الأوسط
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

•يكشف استخدام وصف "عارض الأزياء" في الحديث عن يوسي كوهين الذي عُيّن رئيساً للموساد، عن أمر واحد هو النميمة ذات الطابع الإعلامي- السياسي. 

•بالأمس ظهرت في الأشرطة والتقارير التلفزيونية صورة تجمع بين يوسي كوهين ودوري غولد المدير العام الحالي لوزارة الخارجية. ومن الواضح أن نتنياهو مثله مثل غولد، وجد في كوهين الذي كان رئيساً لمجلس الأمن القومي سنتين، الرجل والمستشار الذي يستطيع العمل معه في المجال الاستراتيجي- السياسي- الاستخباري. ما يريده نتنياهو هو أن يكون لإسرائيل مكانة جديدة في الشرق الأوسط تستند إلى مجموعة من العلاقات والنفوذ في المجالين الاقتصادي والسياسي. وفي هذا المجال يتفوق يوسي كوهين على منافسيه.

•لقد انتهت المرحلة حين كانت إسرائيل تستطيع التأثير على المنطقة بواسطة قوتها العسكرية فقط. ويوسي كوهين هو الرجل المناسب لإنشاء علاقات مع دول المنطقة ومع أطراف أخرى غير دولتية. 

•إن وصف "عارض الأزياء" هدفه التعبير عن تحفظات خصوم كوهين من تعيينه. لكن حتى هؤلاء الخصوم والذين يختلفون معه في الرأي، يقرون بأن الرجل يتفوق بحكمته وذكائه على الذين ينتقدونه. ويبدو أنه بالنسبة إلى رئيس الحكومة فهذا هو الأمر الحاسم، فقد أثبت كوهين برغم عدائية مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، قدرته على النجاح في إقامة علاقات عمل جيدة معها. وقد استخدمت هذه الصلة في أوقات كثيرة بديلاً من الصلة على المستوى الأعلى.

•يتولى كوهين وظيفته في الوقت الذي أصبحت فيه مكانة الموساد أقوى مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، بعد أن قام مئير داغان بتطوير الموساد كهيئة استخبارية عملانية.

•ومن ناحية التحديات الاستخبارية، فإن إسرائيل محاطة بوضع من الفوضى، ومن بين المشكلات المطروحة حالياً كيفية تحديد ما هو الأهم فيها. وفي الواقع، فإن الأولوية القصوى معطاة إلى موضوع منع الارهاب من استخدام سلاح للدمار الجماعي. ويشكل وجود تنظيمات تابعة للجهاد العالمي في سورية وسيناء وفي أوروبا، التحدي الأصعب لهذه المسألة. من الواضح أنه بالنسبة لتنظيم داعش لا توجد قيود أمام استخدامه وسائل دمار جماعي. وفي موازاة ذلك، تبقى إيران دولة إسلامية ترعى تطوير سلاح نووي.

 

•يعتبر الموساد الطرف الأكثر قدرة على المراقبة الاستخبارية وبناء قدرة على الإحباط والمنع. وسيلعب يوسي كوهين دوراً أساسياً في تجنيد الـ"سي آي إي" للتعاون من جديد مع إسرائيل ضد إيران. وسوف يكون لديه سنة كي يعد الأرضية لذلك، لأنه ما دام أوباما في منصبه فلن يحدث الكثير. لكن في ما بعد، فإن السنوات الخمس القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لإيران وبالنسبة إلى تنفيذ الاتفاقات معها. وهذه ستكون مهمة كوهين.