قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يتمثل بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل شرط أن تعترف هذه الدولة بإسرائيل كدولة يهودية.
وأضاف رئيس الحكومة في كلمة ألقاها عبر شاشة الفيديو أمام منتدى سابان للسياسات المنعقد في واشنطن مساء أمس (الأحد)، أن جذور النزاع تعود إلى رفض الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل طوال قيامها، وأشار إلى أن تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأخيرة تدل على استمرار هذا الرفض.
وأشار نتنياهو إلى عدم جدوى أي انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب، وأشار إلى الرد الفلسطيني بالصواريخ على انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وإلى رد مماثل من جانب حزب الله في إثر الانسحاب من جنوب لبنان.
وعلى الصعيد الإقليمي قال نتنياهو إن الادعاء بأن مصدر الصراعات في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني غير صحيح على الإطلاق وما نراه في الآونة الأخيرة أن هناك نزاعاً أهم وأخطر بين الإسلام الشيعي المتطرف بقيادة إيران والإسلام السني المتشدد بزعامة تنظيم "داعش". واعتبر نتنياهو أن المواجهة الحقيقية في هذه المنطقة تدور بين الدول المتقدمة والإسلام المتطرف، وأكد أن القوى المتقدمة ستنتصر في نهاية الأمر.
وتطرّق نتنياهو إلى الحرب الأهلية في سورية فقال إن موقف إسرائيل الذي يقضي بعدم التدخل في هذه الحرب لم يتغير، لكنه أكد أن الحكومة الإسرائيلية لن تتهاون مع فتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل من الأراضي السورية ومع استخدام هذه الأراضي لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان.
وكان نتنياهو عقب على الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام منتدى سابان الليلة قبل الماضية وحذّر في سياقها من مغبة احتمال انهيار السلطة الفلسطينية مؤكداً أن مثل هذا الانهيار سيؤدي إلى دفن حل الدولتين وإقامة دولة ثنائية القومية.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إن إسرائيل لن تصبح دولة ثنائية القومية وأكد أن تحقيق السلام يتطلب من الطرف الآخر أيضاً أن يبدي الرغبة في تحقيقه وشدّد على أن الفلسطينيين ليست لديهم مثل هذه الرغبة.
وأضاف نتنياهو أن السلطة الفلسطينية تواصل التحريض ضد إسرائيل وأشار إلى أن المسؤول الفلسطيني عن المفاوضات مع إسرائيل [صائب عريقات] قام بزيارة تعزية إلى عائلة فلسطيني حاول قتل يهود مؤكداً أن هذه الزيارة تعبر عن تأييد الاعتداءات "الإرهابية".
وقال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إن أقوال كيري تعكس الإحباط الذي يشعر به زعماء دول كثيرة في العالم بسبب الأخطاء التي ترتكبها إسرائيل.
وشن هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، هجوماً حاداً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأكد أن سياسته تقود إلى طريق مسدود وأنه يستسلم لمعسكر اليمين على حساب أمن إسرائيل ومستقبلها.
وتكلمت في منتدى سابان مساء أمس السيناتورة الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي تعتبر الأوفر حظاً لتولي ترشيح الحزب الديمقراطي الأميركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقالت إنه في حال انتخابها ستعمل على توطيد علاقات بلدها مع إسرائيل وخصوصاً في المجال العسكري. وأضافت أنها ستقوم برفع مستوى هذه العلاقات على نحو ملموس.
وأكدت كلينتون أن حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني لا يكفي لإعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
وفي ما يتعلق بإيران قالت إنه يجب إبقاء الخيار العسكري مطروحاً في ظل تصرفات طهران الاستفزازية واحتمال خرقها للاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى الست.