أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأداء قوات الأمن الإسرائيلية وبطولات السكان المدنيين لدى التعامل مع موجة "الإرهاب" الحالية التي تشهدها إسرائيل والمناطق [المحتلة].
وأكد نتنياهو في مؤتمر صحافي خاص عقده في ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الخميس)، أن "الإرهابيين" والجهات المتطرفة التي تساندهم لن يحققوا شيئاً، وقال إن سبب موجة "الإرهاب" الحالية غير المنظّمة يعود إلى ممارسات تحريضية تقوم بها حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية وعدة دول في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي في إسرائيل [بزعامة الشيخ رائد صلاح]. وشدّد على أن قوات الأمن تتصدى لـ"الإرهابيين" والمحرضين في جميع الجبهات وقال إنه سيتم أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة بحق الحركة الإسلامية في إسرائيل.
وقال نتنياهو: "إن قوات الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] تعمل على جميع الجبهات. إنها تنصب كمائن وتستخدم قوات المستعربين وتقوم باعتقالات وتؤمّن الطرقات والبلدات وتدخل إلى المدن الفلسطينية وإلى الأحياء العربية في القدس الشرقية وتهدم منازل الإرهابيين. لقد شدّدنا تعليمات إطلاق النار على راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة وسنفرض عليهم حدّاً أدنى....
من العقوبات كما سنفرض غرامات مالية على القاصرين الضالعين في هذه الاعتداءات. بالإضافة إلى ذلك اعتقلنا فلسطينيين تعاونوا مع القتلة الذين نفذوا الاعتداء في شارع الواد في البلدة القديمة في القدس، وطالبتُ المؤسسة القضائية بإغلاق دكاكين التجار الذين تعاونوا مع هذه العملية الشنيعة أو لم يتدخلوا، وأوعزت بمنع السياسيين اليهود والعرب على حد سواء من الدخول في هذه الفترة إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، وسنتخذ خطوات صارمة ضد الحركة الإسلامية في إسرائيل وضد المحرضين الآخرين ولن يتملص أحد منهم".
وأقرّ نتنياهو بأن الإجراءات الأمنية لن توفر حلولاً سحرية فورية لكنه في الوقت عينه أبدى ثقته بالانتصار على "الإرهاب" بفضل العزيمة والعمل الدؤوب، وناشد السكان إبداء اليقظة التامة.
ورداً على سؤال قال رئيس الحكومة إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقيادات فلسطينية أخرى أطلقوا تصريحات انطوت على أكاذيب بأن إسرائيل تسعى لتغيير الوضع القائم في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، وتسبّب ذلك بإلهاب المشاعر.
واستطرد نتنياهو قائلاً إنه يمكن في الأيام الأخيرة رصد تغيير في توجّه عباس قد يعود إلى إدراكه خطورة التداعيات المترتبة على اشتعال الأوضاع ميدانياً في الضفة الغربية أيضاً.
كما أوضح أنه لن يتم في المرحلة الحالية القيام بأي أعمال بناء جديدة في المستوطنات.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الأوضاع الحالية التي تواجهها إسرائيل تستلزم إقامة حكومة واسعة لكن مفتاح ذلك موجود في يد المعارضة.
واشترك في المؤتمر الصحافي كل من وزير الدفاع موشيه يعلون، ووزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، والقائم بأعمال القائد العام للشرطة بنتسي ساو.
وقال وزير الدفاع إن قوات الأمن تتعامل مع موجة "الإرهاب" الحالية بحزم ومسؤولية وتعهد بضرب "الإرهابيين" بقبضة حديدية وبعرقلة مخططاتهم الرامية إلى تشويش مجرى حياة السكان.
وأضاف أن الغالبية العظمى من المخططات "الإرهابية" يتم كشفها وإحباطها قبل تنفيذها لكن الاعتداءات الفردية تستدعي يقظة المواطنين. ودعا الجميع إلى تجنب إطلاق الشعارات الرنانة التي تؤجّج النار وإلى إبداء رباطة الجأش.
وأكد وزير الأمن الداخلي أن هناك تعاوناً كاملاً بين جميع القوات والدوائر الأمنية في التعامل مع الاعتداءات "الإرهابية". وأشاد ببطولات أفراد الشرطة وتفانيهم في عملهم وشدّد على أن الشرطة تحظى بدعم كامل لجميع إجراءاتها.
وقال كل من رئيس هيئة الأركان العامة والقائم بأعمال القائد العام للشرطة إن قوات الأمن تتمتع بمطلق الحرية في تعاملها مع موجة "الإرهاب" الحالية.
وتعقيباً على دعوة رئيس الحكومة إلى إقامة حكومة وحدة واسعة قال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، إن نتنياهو فقد السيطرة على الأوضاع الأمنية ومن المفضل أن يقدّم استقالة حكومته.