قبيل لقاء أوباما - نتنياهو: وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب بزيادة المساعدة الأميركية السنوية إلى 5 مليارات دولار
المصدر
غلوبس

موقع متخصص بالمسائل الاقتصادية ومسائل الطاقة. يصدر باللغة الإنكليزية.

المؤلف

•قبيل اللقاء المقرر بين رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تقوم شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة بإعداد سلة مشتريات عملاقة، استعداداً لاستئناف المباحثات بشأن حزمة مساعدة جديدة لإسرائيل. ومن جملة أمور، من المتوقع أن تطالب إسرائيل بأن تكون هي الوحيدة في المنطقة التي ستُزوّد بطائرات إف-35، مقاتلات الشبح [F-35 stealth strike fighter] التي سيبدأ تسليمها إلى سلاح الجو في السنوات القريبة المقبلة. كما تطمح وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى رفع حزمة المساعدة السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة من المستوى الحالي البالغ 3,1 مليارات دولار،  إلى ما يقارب 5 مليارات دولار، أي بزيادة نسبتها 61%، حسبما نقل موقع نشرة "ديفينس نيوز". ويبدو أن حصرية امتلاك إسرائيل لمقاتلات الشبح مضمونة منذ الآن إذا حكمنا على الأمور انطلاقا من التصريحات الأميركية حول الصفقة. فقد جاء في رسالة وجهها أوباما إلى عضو الكونغرس اليهودي جيرولد نادلر في آب/أغسطس في محاولة لحمله على دعم الاتفاق النووي مع إيران، ما يلي: "بالفعل، إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تبيعها الولايات المتحدة الجيل الخامس من طائرات إف - 35". وفي رسالة إلى المشرعين بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر، كتب وزير الخارجية الأميركي جون كيري ما يلي: "إن المجموعة الأولى من طائرات إف-35 ستسلم إلى إسرائيل في العام 2016، وهي ستكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي ستحصل على الجيل الخامس من هذه المقاتلات". وأطلق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تصريحا شبه مطابق في حفل استقبال [في السفارة الإسرائيلية في واشنطن] بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال [ذكرى تاريخ قيام دولة إسرائيل]. ولكن ينبغي التشديد على أن أي من هذه التصريحات لا يذكر حتى متى ستظل إسرائيل الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي سيبقى فيها سلاح الجو هو المستخدم الوحيد لهذه الطائرات. وتقول برباره أوبال-روم، رئيسة مكتب "ديفينس نيوز" في إسرائيل، إن بعض كبار مسؤولي المؤسسات السياسية والأمنية في إسرائيل يستعجلون حاليا الحصول على تعهد من إدارة أوباما بهدف جعل الحصرية الإقليمية لإسرائيل بشأن مقاتلات الشبح دائمةً. وجاء في النشرة الأسبوعية نقلا عن خبراء أنه بالإضافة إلى طلبات زيادة المساعدة والحصول على معدات عسكرية حديثة، على نتنياهو أن يضع تصريحات أوباما ومسؤولين كبار آخرين على محك التجربة، سعياً للحصول على ضمانات محددة بأن لا تبيع الإدارة الأميركية طائرات إف-35 إلى أي دولة أخرى في المنطقة لسنوات طويلة. والسؤال المطروح هو: حتى متى؟ "إلى الأبد"، بحسب جواب امتزج فيه الجدّ بالمزح للواء (احتياط) عاموس غلعاد، رئيس شعبة الشؤون الدبلوماسية- العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الذي يقود حالياً المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. وفي تعليق أدلى به لنشرة "ديفينس نيوز" في 7 أيلول/سبتمبر، رفض غلعاد أن يقول إن كان منع بيع مقاتلات الشبح إلى دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط سيكون على جدول أعمال المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة المخصصة للتفوق النوعي [لإسرائيل]. وقال: "أعلن الأميركيون أنهم لن يبيعوا هذه الطائرات إلى أي أحد في المنطقة باستثناء إسرائيل". لكنه أضاف، ردا على سؤال حول عدد السنوات التي تأمل فيها إسرائيل ببقاء هذا الاستثناء: "كل شيء يتوقف على المفاوضات، وهذا أمر معقد للغاية. لا يسعني الإجابة عن هذا السؤال". أما عضو مجلس الشيوخ الجمهوري توم كوتون فقد حاول التملص من الإجابة على السؤال حول طائرات إف-35 خلال زيارته لإسرائيل الشهر الحالي، فهو قال: "لا أريد الدخول في التفاصيل، لكن من الواضح أن التفوق النوعي لإسرائيل رهن بما لديها مقارنة بما لدى الدول المجاورة لها. سمعنا تصريحات عديدة من الإدارة في واشنطن حول ضرورة الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل. لكن التصريحات لا قيمة لها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط". وأضاف: "أنا وغالبية المشرعين الآخرين في الكونغرس ملتزمون 100% بالفعل- وليس بالقول - بالحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي وبتعزيز هذا التفوق". وقال اللواء (احتياط) عاموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان")، ورئيس معهد دراسات الأمن القومي حالياً، إن حصرية [امتلاك إسرائيل لـ] طائرات إف-35 ستسهم في تعزيز تفوق إسرائيل النوعي وتخفف مخاطر الاتفاق النووي مع إيران، لكنه أضاف أن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي [العربي] يطالبون بضمانات أمنية أميركية، يستحقونها، في أعقاب الاتفاق. وقال يادلين: "إن تحقيق توازن بين الحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي والاحتياجات المشروعة لدول الخليج سيكون بمثابة السير على حبل رفيع. سيكون التنسيق والتفكير المتأني مطلوباً قبل التقدم إلى الأمام". ويعتبر مدراء برنامج تطوير مقاتلات الإف-35 في شركة لوكهيد مارتن [الأميركية] أن البرنامج لديه طاقة كامنة كبيرة للنمو، قد تكون مماثلة لبرنامج طائرات إف - 16 التي أنتج منها حتى الآن أكثر من 4000 طائرة. لكنهم أكدوا أنه ليس للشركة أي ترخيص رسمي ببيع مقاتلات الشبح إلى دول الخليج. وفضلا عن طلب حصرية امتلاك طائرات إف-35 وزيادة المساعدة الأميركية السنوية إلى 5 مليارات دولار، فمن المتوقع أن تقدم إسرائيل إلى الأميركيين قائمة طويلة بأنظمة أسلحة متطورة ستكون جزءا من برنامج تحديث الجيش الإسرائيلي، ومن ضمن ذلك الحصول على مقاتلات شبح إضافية (لدى إسرائيل خيار شراء عدد إضافي من طائرات إف-35 يصل إلى 75 طائرة. ووقعت إسرائيل حتى الآن على عقود شراء 33 طائرة. وبحسب مصادر أمنية في إسرائيل، تأمل إسرائيل بالتوقيع قريباً على عقد لشراء 17 طائرة إضافية). أما أنظمة الأسلحة التي ستطلبها إسرائيل (والتي تسربت معلومات عن بعضها في فترة سابقة) فهي: طائرات تزويد بالوقود في الجو؛ أجهزة رادار متطورة لطائرات إف-15 إي [F-15 A] التي يستخدمها حالياً سلاح الجو؛ سرب إضافي من طائرات إف-15 إي؛ طائرات في-22 [V-22 Osprey] التي تجمع بين القدرة على الهبوط العمودي مثل طائرات الهليكوبتر وسرعة التحليق العالية؛ طائرات هليكوبتر حديثة لاستبدال أسطول مروحيات النقل العتيقة من طراز CH-53 ("يسعور")؛ استبدال مروحيات "أباتشي" قديمة بمروحيات "أباتشي" من طراز أحدث (AH-64).

•كما تأمل إسرائيل الحصول من الولايات المتحدة على تعهد بمنحها هبة بقيمة 500 مليون دولار لمدة ثلاثة أعوام من أجل تسريع وتيرة إنتاج صاروخ "حيتس -3" المصمم لاعتراض صواريخ العدو فوق الغلاف الجوي. وستطلب مليارات إضافية في العقد القادم من أجل [تمويل إنتاج] منظومات دفاعية أخرى من ضمنها "مقلاع داود" ("العصا السحرية")، و"القبة الحديدية". وهناك أفكار أخرى قيد الدرس في إسرائيل، لكنها لم تطرح بشكل رسمي حتى الآن في المباحثات مع الأميركيين: منح إسرائيل حق وصول أسرع إلى صور الأقمار الصناعية الأميركية؛ إعطاء إسرائيل دور فاعل في مراقبة تنفيذ الاتفاق مع إيران؛ وتعهد أميركي بوضع سفن حربية مزودة بصواريخ "إيجيس"(Aegis)  القادرة على اعتراض صواريخ باليستية، في البحر الأبيض المتوسط.

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2218