إن اكتشاف حقل غاز عملاق [حقل "ظهر"] قبالة سواحل مصر لن يحول هذه الدولة إلى مصدرة للغاز، هذا ما يقوله المحلل روبين ميلز الباحث في شؤون الطاقة في معهد بروكينغز الأميركي - فرع الدوحة، قطر. وبالاستناد إلى ميلز، فمن شبه المؤكد أن احتمال تصدير غاز طبيعي إسرائيلي إلى مصر قد أصبح مستبعدا بعد هذا الاكتشاف الاخير للغاز في مصر. لكن هذا لن يعيد إلى مصر مكانتها كمصدرة مهمة للغاز، إلا إذا جرى اكتشاف مكامن إضافية من الغاز الطبيعي. وأشار ميلز إلى أن حقل الغاز الذي أعلنت شركة "إيني" الإيطالية اكتشافه سيكون قادرا على إنتاج ما بين 2,5 مليار وثلاثة مليارات قدم مكعبة من الغاز في اليوم. ومن شأن هذا الحجم من الانتاج أن يلبي معظم احتياجات مصر من الطاقة، لكن ليس جميعها. وذكر المحلل بأن شركتي "نوبل إنرجي" و"ديليك" اللتين اكتشفتا مكامن غاز طبيعي كبيرة قبالة سواحل إسرائيل، حاولتا عقد صفقات تصدير غاز طويلة الأجل مع شركات عاملة في مصر، "لكن عقبات بيروقراطية وتنظيمية في إسرائيل أدت إلى المماطلة في إبرامها".
وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن بلورة عقود التطوير والإنتاج سوف تستغرق بضعة أشهر، وإنه من المتوقع أن تبدأ أعمال التنقيب في الأشهر الأولى من العام 2016. ويقدر خبراء الصحيفة انطلاقا من مشروعات مماثلة، أن يبدأ الإنتاج الفعلي للغاز الطبيعي من حقل "ظهر" بعد مرور عام على هذا التاريخ. وأشار ديسكالزي إلى أن القرار المتعلق بتوقيت تسويق الغاز من الحقل الجديد لن يتأثر بأسعار الغاز في الأسواق العالمية التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها في آخر عامين ونصف العام. وتسيطر شركة "إيني" الإيطالية من خلال شركتها الفرعية العاملة في مصر، سيطرة كاملة على مجريات تطوير الحقل، وهي تستحوذ على 50% من عائدات الإنتاج، أما النصف الآخر فيعود لشركة النفط والغاز الحكومية في مصر.