القصف على الجولان والجليل عملية انتقامية إيرانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•حتى الآن لم يعلن أحد مسؤوليته عن إطلاق النار من الأراضي السورية على إصبع الجليل والجولان، ولذلك لا نستطيع أن نحدد بدقة من المسؤول عن ذلك. لكن يدل مدى الصواريخ ووجهتها على أن القصف لم يكن "انزلاقاً " عرضياً لإطلاق النار الدائر في المعارك الداخلية في هضبة الجولان. ومن الممكن جداً افتراض أن ما جرى عملية انتقامية مخطط لها جيداً من قبل الجهاد الإسلامي بتوجيه من عناصر الحرس الثوري الإيراني انتقاماً لاغتيال خمسة من عناصر حزب الله قبل ثلاثة أسابيع.

•في ذلك اليوم تحدثت تقارير في سورية عن مقتل خمسة أشخاص في الجولان السوري من جراء تعرض قافلة تتألف من ثلات سيارات كانت متجهة إلى قرية حُضر الدرزية إلى هجوم من الجو. ووفقاً لتقرير منظمة حقوق الإنسان السورية، قُتل في الهجوم عنصران من حزب الله وثلاثة دروز، جميعهم ينتمون إلى ميليشيا "المقاومة السورية" بقيادة سمير القنطار، وهم  من سكان الحضر. ونسب التنظيم السوري الهجوم إلى طائرة إسرائيلية من دون طيار تسببت الصواريخ التي أطلقتها بتدمير كامل لإحدى السيارات وألحقت أضراراً بالسيارتين الأخريين. يومها زعمت وكالات الأنباء السورية أن القنطار هو الذي كان مستهدفاً بالهجوم في الجولان. ولكن القنطار لم يصب لأنه لم يكن موجوداً في القافلة بل أُصيب خمسة من أتباعه كان يخطط معهم للقيام بهجمات داخل أراضي إسرائيل.

•وبحسب ادعاء مصادر سورية وجهات أجنبية فإن هدف العملية [الإسرائيلية] كان منع هجمات تقف وراءها إيران. وسبق أن قام التنظيم الذي يتزعمه سمير القنطار (قاتل عائلة هارون من نهاريا في السبعينيات والذي أطلق سراحه في صفقة تبادل) ومصطفى مغنية (ابن عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق)، ببضع محاولات للهجوم في الجولان بطلب من حزب الله والإيرانيين.

•يتفق الهجوم الأخير على أراضي إسرائيل مع السياسة التي ينتهجها المدعومون من إيران منذ سنة، وهي الرد على كل ما يبدو لهم هجوماً بمبادرة من إسرائيل، سواء كان لإحباط تهريب سلاح نوعي إلى حزب الله من سورية أو إيران بواسطة قصف شحنات السلاح، أو لإحباط خطط تنفيذ هجمات إرهابية في هضبة الجولان أو إصبع الجليل.

•وفقاً للسياسة الإيرانية الجديدة، فإن الجولان ولبنان جبهة واحدة في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل. وفي كانون الثاني/يناير هذه السنة أطلق عناصر حزب الله صاروخاً مضاداً للدروع في اتجاه قوة إسرائيلية في هاردوف [مزارع شبعا] حيث قتلوا جنديين انتقاماً لاغتيال قادة كبار في حزب الله وإيران والجيش السوري. ونسب الهجوم حينها إلى طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

•بقيت هذه السياسة على حالها، ويبدو أن الإيرانيين هذه المرة اختاروا إطلاق النار على أراضي إسرائيل وعلى عمقها أيضاً، لكن من دون التسبب بأذى أو قتل أشخاص. وذلك لأن مستوى أهمية القتلى في الهجوم المنسوب لإسرائيل في تموز/يوليو الماضي كان منخفضاً نسبياً. ومن الواضح قبل كل شيء أن الجهاد الإسلامي قام بخطوة تشكل إشارة إلى أنه ليس مستعداً لضبط نفسه إزاء أي هجوم إسرائيلي حتى على أراض سورية. لكن في الوقت عينه، فإن التنظيم لا يرغب باندلاع مواجهة مع إسرائيل.

•إن فتح جولة قتال مع إسرائيل في هذا الوقت سوف يضع حزب الله وجيش الأسد وإيران في موقع متدن في مواجهة المتمردين الإسلاميين في سورية وعلى حدود سورية - لبنان. وللحزب اليوم سلم أولويات واضح يحدده الإيرانيون. من هنا رأينا استخدام صواريخ بعيدة المدى كي يتضح لإسرائيل من هو التنظيم الذي يقف وراء الهجوم، لكن في الوقت نفسه من دون أن يحتّم على إسرائيل الدخول في قتال واسع النطاق ضد عناصر حزب الله في الجولان وربما أيضاً في لبنان.

 

•ويمكن افتراض أن  إسرائيل التقطت هذه الرسالة. لكن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع إلا أن يرد على القصف، وسيكون الرد قاسياً. في الماضي هاجم الجيش بواسطة نيران دقيقة من الجو والبر مصادر إطلاق النار. واليوم سيكون الرد أكثر قسوة لأنه من المحتمل أن يكون الذين أطلقوا صواريخ "غراد" هم أفراد ميليشيا سمير القنطار الذي ألمح في مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية لبنانية الشهر الماضي كيف ينوي التحرك. وعلى الأرجح، فإن الجيش السوري لا بدّ أنه كان على علم بالقصف لأنه جرى من المناطق الواقعة تحت سيطرته. سيكون رد إسرائيل قاسياً، لكن وزير الدفاع ورئيس الحكومة سيتجنبان إشعال حرب شاملة.