ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عقد الليلة الماضية اجتماعاً مع عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي وطرح عليهم موقفه المعارض للاتفاق الموقع بين الدول الكبرى الست [مجموعة الدول 5+1] وإيران حول البرنامج النووي الإيراني المزمع طرحه قريباً للتصويت في الكونغرس.
وحضر الاجتماع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس المكلف بملف التعامل مع البرنامج النووي الإيراني في الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف البيان أن رئيس الحكومة سيعقد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي اجتماعاً مع مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري للغرض نفسه.
بموازاة ذلك جددت مصادر سياسية رفيعة في القدس أمس (الأحد) رفضها للادعاء القائل بأن مساعي إسرائيل لإقناع أعضاء في الكونغرس بمعارضة الاتفاق مع إيران تشكل تدخلاً في السياسة الخارجية الأميركية، وأكدت المصادر نفسها أن هذا الاتفاق يؤثر مباشرة على منطقة الشرق الأوسط برمتها وأن دولاً كثيرة تشعر بالانزعاج من احتمال حصول إيران على سلاح نووي، الأمر الذي يحتّم على رئيس الحكومة التحذير من مخاطر الاتفاق بكل الوسائل الممكنة.
في المقابل علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب قيادات الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة التي اجتمع بها في البيت الأبيض في نهاية الأسبوع الفائت بأن يتوقف اللوبي اليهودي الأميركي المؤيد لإسرائيل [إيباك] عن نشر الأكاذيب وبث الدعايات الملفقة ضد الاتفاق مع إيران. ورداً على ذلك أبدى عدد من هذه القيادات تحفظاتهم من الأساليب التي لجأ إليها رئيس الحكومة نتنياهو في صراعه السياسي المحتدم مع أوباما حول الملف النووي الإيراني.
وكان أوباما انتقد بشدة موقف نتنياهو من الاتفاق مع إيران والتصويت المقرر إجراؤه في الكونغرس الأميركي على هذا الاتفاق.
وقال أوباما في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" الليلة قبل الماضية، إنه لا يتذكر حالة تدخل فيها زعيم أجنبي في السياسة الأميركية الداخلية كما يفعل نتنياهو في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.
وكرّر أوباما موقفه القائل إن نتنياهو يخطئ في تفسيره للاتفاق مع إيران، وأكد أن هذا الاتفاق هو أفضل وسيلة لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية ولذا فهو اتفاق جيد ليس بالنسبة للولايات المتحدة فقط وإنما أيضاً بالنسبة لإسرائيل. كما شدّد على أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل عميقة وذات مغزى وأشار إلى أن سياسته تعكس هذه الحقيقة.
وقال أوباما إن الاتفاق النووي قد يمهد لإجراء محادثات إضافية مع إيران تشمل موضوعات أخرى مثل الأزمة السورية، لكنه في الوقت عينه استبعد حدوث ذلك في المدى القريب.