نتنياهو يقسم يهود الولايات المتحدة أيضاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•عيّن بنيامين نتنياهو نفسه قائداً لحرب لا هوداة فيها ضد باراك أوباما، القوة الأساسية التي كانت وراء مسعى التحاور مع إيران واتفاق فيينا. وبعد شهرين من المفترض أن يصوّت مجلس الشيوخ على موقفه من الاتفاق. وموقفه هذا لا يلزم الدول الخمس العظمى الموقعة على الاتفاق ولا الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الوكالة الدولية للطاقة النووية. فهذا التصويت لعبة داخلية بين مجموعتين أميركيتين، وله علاقة بالانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس التي ستجري بعد عام وربع العام. 

•إن النتيجة التي يرغب الحزب الجمهوري فيها بشدة هي أن تصوت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ ضد أوباما، ولو كانت أغلبية محدودة جداً، أي أكثر من النصف وأقل من الثلثين، وبذلك يمكن للرئيس أن يفرض الفيتو على التشريع ولا يستطيع مجلس الشيوخ تخطي ذلك. وهكذا يستطيع الجمهوريون ادعاء أن الأغلبية معهم وأن أوباما يدير ظهره إلى مشاعر الشعب وناخبيه، لكنهم في الوقت عينه لا يخاطرون بتعريض الاتفاق للانهيار المتوقع جرّاء خروج الولايات المتحدة منه، سواء ظلت الدول الأخرى الموقعة ومنها إيران ملتزمة به أم لا.

•ومن أجل الوصول إلى النتيجة المرغوبة للتصويت، يحتاج الجمهوريون إلى دعم الديمقراطيين. والحساب هنا أيضاً سياسي وليس بالضرورة استراتيجياً، وهو كيف يظهرون كمؤيدين للموقف المقبول من جانب حكومة إسرائيل، وبالتالي نيل رضا مؤيديه الموقف الإسرائيلي في الجالية اليهودية، وخصوصاً المتبرعين لهم، من دون السماح للجمهوريين بتحقيق إنجاز حاسم ضد الرئيس الديمقراطي ستكون له أصداء مدمرة في انتخابات 2016.

•وبرغم أن نتنياهو اكتوى بنار تدخله السافر ضد أوباما في انتخابات 2012، فإنه ما يزال يواصل حملة التحريض ضد أوباما في الشأن الإيراني، فقد التقى أعضاء في الكونغرس، وهو يضغط من خلال شراكته مع شلدون أدلسون على زعماء الجالية الذين يعتمدون على التبرعات من أجل العمل ضد الرئيس. وبذلك تحول نتنياهو، الذي هو سياسي أجنبي، إلى المحرض الأكبر للحزبين في آن معاً ضد الرئيس.

•من المنتظر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام الجالية اليهودية في الولايات المتحدة من خلال كاميرات وشاشات وضعت في الكنس اليهودية، وأن يطلب من اليهود تفضيل المصلحة الإسرائيلية على المصلحة الأميركية. وبذلك فإنه يتسبب بشرخ بينهم وبين الإدارة الأميركية. إن نتنياهو يزعزع قبة الكابيتول من دون أن يأخذ في الاعتبار الانعكاسات المدمرة لهذه الحملة على العلاقات الإسرائيلية – الأميركية وعلى الجالية اليهودية. 

 

•إن النشاط المضاد الذي تقوم به منظمات مثل جي – ستريت، وهي متواضعة وفقيرة، مؤيد للاتفاق بالتأكيد. لكن من المهم أن تعرف واشنطن أن إسرائيليين كثيرين يتحفظون من سلوك نتنياهو. ويجب أن نذكر مرة أخرى أن نتنياهو ليس إسرائيل.