يجب منع خيار الدولة الواحدة والكونفدرالية هي الحل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•قبل بضعة أيام نشرت مؤسسة "راند" الأميركية العريقة والمشهورة وثيقة توصيات موجهة إلى الرئيس الأميركي المقبل، واشتملت على اقتراحات مهمة ومتوقعة. لكنها في ما يتعلق بنا كانت مفاجئة جداً، فهي تتطرق إلى الاحتمالات الثلاثة المعروفة في مجال المواجهة الإسرائيلية - الفلسطينية (حل الدولتين، حل الدولة الواحدة، وعدم القيام بشيء). وتحذر من نتائج عدم القيام بشيء، وتقترح في ضوء فشل محاولات الدفع قدماً بفكرة الدولتين، أن يقوم الرئيس المقبل بتشجيع خيار الدولة الواحدة. 

•وقد قدمت هذه التوصية على أمل أنه عندما تطرح الولايات المتحدة علناً فكرة الدولة الواحدة خياراً لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، فإن الطرفين سيطلبان العودة إلى فكرة الدولتين. لكن لا أحد يستطيع أن يضمن عدم استقبال الفكرة بالترحاب لدى جهات من الطرفين: فهناك فلسطينيون يطرحون منذ الآن هذا الخيار ويبدون استعدادهم للانتظار (وقتاً لن يكون طويلاً) كي يصبحوا أكثرية في دولة مشتركة، وأن تنعكس هذه الأكثرية في المؤسسات المنتخبة في الدولة. وكذلك هنالك إسرائيليون يعتقدون أنه في الدولة الواحدة يمكن تقييد حقوق الاقتراع للفلسطينيين ومواصلة الاستيطان في المناطق التي احتلت سنة 1967.

•ليس هناك مرشح جدي للرئاسة في الولايات المتحدة يمكن أن يأخذ بتوصيات "راند" أو يتبناها، لكن الشرعية المعطاة لفكرة الدولة الواحدة من شأنها أن تقوى كثيراً جرّاء مثل هذه التوصيات، وأيضاً من خلال النقاشات التي تجري حالياً في مؤسسات عريقة جداً في الولايات المتحدة تطالب برفع التابو عن فكرة الدولة الواحدة، ودراسة حسنات الفكرة وسيئاتها، وتحويلها إلى خيار رصين إلى جانب الخيارات التي "سئم" منها الرأيان العامان الإقليمي والعالمي.

•أعتقد أن خيار الكونفدرالية (دولتان لشعبين مستقلين، لديهما تحالفات مستقلة وممثليات مستقلة في الأمم المتحدة ومؤسسات سلطة مستقلة، لكن مع مؤسسات مشتركة تعالج المسائل التي تبرر التنسيق الوثيق جداً)، يمكن أن يكون الرد الناجع على هجمة الدولة الواحدة. إن مثل هذه الكونفدرالية الشبيهة بنظام الاتحاد الأوروبي حيث تحافظ كل دولة على استقلاليتها لكنها تستفيد من التعاون المشترك الوثيق مع جيرانها ليس في المجال الاقتصادي فقط، يمكن أن يسمح لسكان المستوطنات بالبقاء فيها عندما يصبح جزء من تلك المستوطنات تابعاً لسيادة فلسطينية، كما يمكن أن يساعد في تقديم حل رمزي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، والسماح بالتعاون الأمني الوثيق بين الدولتين.

•إن أغلبية يهودية دائمة ولا تسيطر على شعب آخر هو هدف صهيوني حقيقي. ودولة واحدة تجعل هذا الإطار مستحيلاً. إن إسرائيل بحاجة إلى حدود شرقية تضمن لها تحقيق هدفها، ويجب عليها أن تفضل قيام كيان سياسي مستقر شرقي حدودها. حتى سنة 1988 كان يمكن لهذا الهدف أن يتحقق ضمن إطار أردني - فلسطيني. لكن منذ تلك السنة، فإن السبيل الأكثر احتمالاً لتحقيق هدفنا الوطني هذا، هو من خلال تحقيق الهدف الوطني الفلسطيني المتمثل في قيام دولة. 

 

•إن فكرة الكونفدرالية يمكنها أن تكبح التوجهات التي تبرز في توصيات مؤسسة "راند" لأنها تشكل إضافة إلى فكرة الدولتين، ويمكن أن تقدم حلاً لجزء من المشكلات التي تنطوي عليها إقامة جدار بين شعبين من أجل إحلال السلام بينهما.