•تنكيل التنظيمات الإرهابية بدروز سورية يضع إسرائيل في مواجهة مشكلة سياسية وعسكرية وأخلاقية بصورة خاصة، صعبة وغير مسبوقة. وتلقت الزعامة الدرزية برئاسة موفق طريف من الجهات المسؤولة في إسرائيل تقريراً مفصلاً عن الخطر المميت (البعيد) المتمثل بداعش، والخطر المعتدل (القريب) لجبهة النصرة. إن الاعتدال النسبي للزعامة الدرزية حيال سلوك المؤسسة الأمنية يزيد من الانطباع بأن الصمت أحسن من الكلام.
•إذا أرادت إسرائيل أن تتحرك أو رغبت ذلك، يتعين عليها المحافظة على الغموض وعلى الصمت. وذلك لأن الـ700 ألف درزي الذين يعيشون في سورية منقسمون. نصفهم يسيطر على جبل الدروز الذين كانت آخر انتفاضة لهم سنة 1925، وهم كانوا طوال السنوات الماضية أداة طيعة في يد نظام عائلة الأسد، وحتى اليوم هناك جزء منهم يقاتلون إلى جانب النظام في المعارك الدائرة بالقرب من المطار القريب منهم.
•ماذا يريد الدروز فعلاً؟ عندما تحين ساعة الحسم الصعبة، هذا إذا حدثت، ستضطر إسرائيل إلى معرفة الموقف الموحد للقيادة الدرزية الموحدة في سورية. فالجيش الإسرائيلي لن يكرر حماقة أريئيل شارون ورفائيل إيتان اللذين جرّا مناحيم بيغن إلى حرب لبنان الأولى [1982] انطلاقاً من افتراض إنساني خطأ بأن الحرب هي من أجل إنقاذ المسيحيين في لبنان، الذين في نهاية الأمر أداروا ظهرهم لإسرائيل.
•بصراحة، لا تستطيع إسرائيل أن تقدم لدروز سورية أكثر من الدعم الإنساني. وتتهم الزعامة الدرزية إسرائيل بأنها تتدخل دفاعاً عن كل يهود العالم، وإذا كان الناس في إسرائيل مسؤولين عن بعضهم بعضاً، فإن هذا ينطبق أيضاً على دروز سورية.
•لكن على الرغم من ذلك، وحتى حدوث الأسوأ، ففي المناطق الحدودية القريبة، إسرائيل ملزمة بتقديم بعض المبادرات الإنسانية، لأنها لن تتدخل في الحرب الأهلية في سورية، ولأن الدروز يرفضون اعتبار أنفسهم لاجئين. وبالأمس قال رئيس المجموعة الدرزية الموالية للصهيونية طه فرحات، إن الدروز يفضلون الموت دفاعاً عن منازلهم من التخلي عنها.
•لكن إذا كان رغماً عن هذا كله هناك حاجة إلى إخلاء جزء من السكان بسبب ميول داعش الإجرامية، فمن الواضح أن هؤلاء سيغادرون جبل الدروز في اتجاه الأردن، بسبب وجود خدمات لاستيعاب اللاجئين في المملكة الهاشمية، أو بسبب القرب الجغرافي. تراقب إسرائيل باهتمام وقلق الحرب، لكنها ستبقى خارجها.