يجب تجديد الالتزامات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بناء على استراتيجية مشتركة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

•يدل كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجالية اليهودية في كنيس في واشنطن على أنه بالرغم من الخلافات في الرأي بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن الرئيس يمد يده إلى حكومة إسرائيل من أجل السير معاً إلى الأمام. وبعد الانتخابات في إسرائيل وتأليف حكومة، حان الوقت من أجل تجديد الالتزامات بين الولايات المتحدة وإسرائيل على أساس جدول أعمال استراتيجي مشترك.

•لا نعتقد أنه في الإمكان التغلب على جميع الصعوبات السياسية والخلافات الشخصية بين أوباما ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل ستتضرران إذا ظلت علاقاتهما على ما هي عليه الآن. وللطرفين مصلحة استراتيجية في المحافظة على الاستقرار في المنطقة وفي مواجهة الإرهاب ومنع انتشار السلاح النووي. وتظهر التجربة التي تستند إلى 50 سنة من التعاون الوثيق، أن الطرفين يكونان أكثر قوة وأمناً عندما يعملان معاً ولا سيما في مجالي الأمن والاستخبارات. والأهم من هذا كله أن للطرفين ثقافة ديمقراطية واحدة ويتشاركان قيماً واحدة.

•ومن أجل تجديد جدول الأعمال الاستراتيجي المشترك، يتعين على الزعيمين [الأميركي والإسرائيلي] أن يتعهد كل منهما للآخر وبصورة "شخصية" بعدم إلحاق الأذى بالعلاقات بين البلدين. إن نتنياهو ليس مضطراً للموافقة على سياسة أوباما في مسألة إيران، لكنه يجب عليه أن يكبح نفسه أمام الإعلام الأميركي وفي هضبة الكابيتول ولا سيما في موسم الانتخابات الرئاسية. إن تسييس التأييد لإسرائيل يمكن أن يلحق الضرر بدعم الحزبين الكبيرين لها لسنوات طويلة. 

•ومن جهة أخرى، فإن أوباما ليس مضطراً لقبول مواقف نتنياهو في موضوع المستوطنات أو حل الدولتين، لكن عليه أن يضع حداً للتسريبات الصادرة عن جهات رفيعة المستوى في البيت الأبيض تنتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية.

•كما يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل المبادرة إلى استئناف حوار استراتيجي عميق ورفيع المستوى بشأن مسألة إيران. ويجب أن يشمل ذلك تطويراً استراتيجياً مشتركاً وتعاوناً في مجالي الأمن والاستخبارات من أجل التصدي بفاعلية للمحاولات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة، وبصورة خاصة من أجل التصدي لتعاظم قوة حزب الله. وضمن هذا الإطار يجب البحث في كيفية تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، وما هي الوسيلة الأفضل لمعالجة خرق الاتفاق، وما الذي يمكن فعله من أجل تشجيع تجاوب الإيرانيين مع الاتفاق.

•في الفترة التي عملنا فيها في الإدارة الأميركية، رأينا إلى أي حد يساعد هذا الحوار المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين الكبار على حد سواء. فهو يسمح للإسرائيليين بأن يروا بوضوح كبير السياسات والخطط الأميركية. وأحياناً يقوم هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون الكبار بدور مجموعة انتقادية تدرس الاستراتيجية الأميركية وتقدم أفكاراً تساعد على تحسينها. 

 

•وحسناً تفعل الولايات المتحدة في أن تدعو إلى استشارات عميقة مع إسرائيل بشأن التعاون الأمني، وأن تقترح رزمة ضمانات واسعة كي تؤكد التزامها البعيد المدى بأمن إسرائيل. ويجب أن تتضمن هذه الرزمة مساعدة أمنية جديدة من أجل توسيع منظومة "القبة الحديدية" وجعلها منظومة تشمل البلد بأكلمه، ومن أجل دعم الدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ البالستية في ضوء زيادة خطر الصواريخ المتطورة التي يملكها حزب الله. كما أنه من المفيد أن تسرع الولايات المتحدة في مفاوضات المساعدة العسكرية لإسرائيل وأن توقع مذكرة تفاهم جديدة لعشر سنوات.