إسرائيل تكثف مراقبتها الاستخباراتية للتطورات في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تكثف المؤسسة الأمنية في إسرائيل متابعتها الاستخباراتية لتطورات الحرب الأهلية في سورية في ضوء تزايد التقديرات بأن نظام الرئيس بشار الأسد يواجه صعوبة في التصدي لهجمات المتمردين ويخسر بسرعة سيطرته على جزء من المناطق الباقية تحت يده. ففي هذا الأسبوع سقطت في قبضة تنظيمات المعارضة بلدة جديدة ذات أهمية استراتيجية وتكتيكية شمال سورية في منطقة تهدد مباشرة سكان الجيب العلوي على ساحل المتوسط. وبالأمس قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يائير غولان "إن الجيش السوري لم يعد موجوداً عملياً"، وأضاف أن ضعف الأسد وانشغال حزب الله بالقتال في سورية "يجعل وضعنا أفضل من أي وقت مضى على الجبهة الشمالية من الناحية الاستراتيجية".

•وتلحظ إسرائيل تصاعد القلق في حزب الله إزاء الاخفاقات التي مُني بها معسكر الأسد في الأشهر الأخيرة في شتى أنحاء سورية. وبرز هذا القلق في سلسلة الخطابات التي ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله - ثلاثة خطابات خلال أسبوع واحد في النصف الأول من أيار/مايو - وفي الجهد الكبير الذي يبذله الحزب كي يجنّد المزيد من المقاتلين للمشاركة في المعارك. إلى جانب دعوة حزب الله سكان لبنان إلى المساهمة في التعبئة العامة من أجل كبح تنظيم الدولة الإسلامية السني المتشدد المعروف باسم داعش.

•وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحزب قد خسر نحو 800 من مقاتليه على الأقل في المعارك التي دارت في الأشهر الأخيرة في مرتفعات القلمون على طرفي الحدود المشتركة بين لبنان وسورية. وبالأمس قال مصدر أمني رفيع المستوى: "هذا وقت سيئ بالنسبة لحزب الله والأسد وإيران في سورية". وفي رأيه أن نظام الأسد وحزب الله يواجهان معضلة وهي هل يجب عليهما في المرحلة المقبلة التركيز على الدفاع عن المنطقة العلوية وعن مدينتي طرطوس واللاذقية وتوجيه الدعم الكبير لهذا الهدف، أم أن يواصلوا القتال العنيف في منطقة القلمون.

•وقال المصدر الأمني إنه تجري دراسة التقديرات التي تقول إن نحو ألف مقاتل من حزب الله قُتلوا على الأراضي السورية خلال الحرب الأهلية. حتى الآن، فإن التقديرات السائدة تتحدث عن 700 قتيل، والحزب نفسه يخفي جزءاً من خسائره. وفي رأي المصدر نفسه أن الحزب يستخدم مجموعة متنوعة من وسائل القتال في المعارك ضد المتمردين من بينها الصواريخ ذات المسار المنحني، والطائرات من دون طيار المحمّلة بالمواد الناسفة. 

•هذا الأسبوع سيطرت تنظيمات المتمردين السنّة المؤلفة من جبهة النصرة وجيش الفتح الذي يضم ثمانية تنظيمات أخرى، على بلدة جديدة في أقصى الجزء الغربي من محافظة إدلب شمال سورية، هي بلدة أريحا المتاخمة للمرتفعات الواقعة شمالي الجيب العلوي. وفي الأيام الأخيرة أطلق المتمردون الصواريخ على ضواحي مدينة اللاذقية الواقعة في هذا الجيب، واستولوا على الكثير من العتاد العسكري بعد سيطرتهم على قاعدة عسكرية في المنطقة، وهم اليوم يستخدمون مدافع مضادة للطيران حصلوا عليها في المعارك. وعلى ما يبدو يحاول معسكر الأسد بمساعدة حزب الله تثبيت خط جبهة أكثر قوة كي يكبح أي تقدم جديد للمتمردين في اتجاه المدن العلوية.

•لا يشارك تنظيم داعش في المعارك الدائرة في محافظة إدلب، كما أنه لا يشكل جزءاً من الجبهة السنية الجديدة الناشطة هناك. ويواصل مقاتلو التنظيم مثل سائر تنظيمات المتمردين خوض المعارك ضد النظام حول مدينتي حلب وحمص. وتبرز تقديرات كثيرة في وسائل الإعلام العربية تتحدث عن نية المتمردين المبادرة إلى شن هجوم جديد أيضاً في جنوب سورية حول مدينة درعا. وفي ضوء الإخفاقات التي مني بها النظام السوري، يصعّد سلاح الجو السوري قصفه مستخدماً البراميل المتفجرة التي تتسبب بمقتل عدد كبير من المواطنين.

•بالأمس، قال يائير غولان نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إنه "من الناحية الاستراتيجية، فإن وضعنا على الجبهة الشمالية الآن أفضل من أي وقت مضى على الرغم من المخاطر الكثيرة التي ينطوي عليها الوضع الأمني". وفي رأي غولان فإن هذا الوضع مريح جداً لإسرائيل لأن حزب الله يرسل الآلاف من مقاتليه إلى المعارك في سورية في وقت لم يعد الجيش السوري موجوداً عملياً. وأضاف غولان: "إن هذا جيد جداً لو كان الوضع مستقراً، لكنه غير مستقر". 

•وذكّر بأن حزب الله اكتسب قدرة عسكرية لم يحصل عليها أي تنظيم ارهابي في الماضي، مشيراً إلى أنه من الصحيح أن التنظيمات السنية التي تنشط في هضبة الجولان لا تتحرك حالياً ضد إسرائيل، لكن هذا قد يتغير مستقبلاً.

•وأضاف غولان: "حتى الآن نسمح لأنفسنا بعدم التدخل (بما يجري في سورية)، لكن الاحتمالات التي يحملها المستقبل تثير القلق". وأضاف أنه من وجهة نظر إسرائيل، فقد تحول لبنان وسورية إلى حد بعيد جبهة واحدة، وأصبح حزب الله نشطاً على جبهتي الجولان والحدود في جنوب لبنان. 

 

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2142