خطر داعش على إسرائيل ليس أكبر من خطر حزب الله
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•انهيار الجيش السوري في مواجهة المتمردين من تنظيم داعش وجبهة النصرة على أكثر من جبهة قتال، أدى إلى خروج زعيم حزب الله حسن نصر الله من مخبئه كي يحذر الطائفة الشيعية في لبنان من أن البرابرة أصبحوا على الأبواب، وأن عليهم الاستعداد لاحتمال إعلان التعبئة العامة للشيعة في لبنان من أجل وقف التسونامي الإسلامي السلفي الذي يدق على الأبواب.

•الصرخة التي أطلقها نصر الله فيها الكثير من الحقيقة. فقد أظهر مقاتلو داعش في السنة الأخيرة إصرارهم على إعادة الشرق الأوسط إلى زمن القرون الوسطى. وهم يقومون بتدمير ممنهج لآثار الحضارات التي بقيت في منطقتنا منذ آلاف السنوات، والأسوأ من ذلك أنهم لا يخفون أن هدفهم لا يقتصر على الآثار القديمة بل يشمل البشر أيضاً، وأن كل من لا يؤمن بصورة كاملة بنظرتهم إلى العالم وبدينهم مصيره الموت. وبهذه الطريقة ليست الآثار القديمة وحدها التي ستختفي من منطقتنا بل أيضاً الأقليات مثل الأيزيديين والمسيحيين والأشوريين وغيرهم.

•في ظهوره الإعلامي على قناة الجزيرة حاول أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي يسيطر مقاتلوها اليوم على الجزء الأكبر من هضبة الجولان، أن يميز نفسه عن داعش. وأوضح أن تنظيمه يركز على سورية ولا يريد تحويل هذا البلد بعد سيطرته عليه إلى قاعدة عمليات ضد الغرب، وهو امتنع تماماً عن ذكر إسرائيل في كلامه. لكن من الواضح أن الفرق بين الجولاني الموالي للقاعدة وداعش فرق تكتيكي، وهو يؤجل إلى المستقبل وعندما تسمح له الظروف ليقوم بما يقوم به تنظيم داعش اليوم.

•إن احتمال سيطرة داعش وجبهة النصرة على سورية يجب أن يقلق إسرائيل. لكن السؤال المطروح ما هو البديل؟ لقد كانت السياسة الإسرائيلية طوال سنوات وحتى بعد نشوب الثورة السورية أن بشار الأسد هو شريك مرغوب به وهو "الشيطان الذي نعرفه"، وأنه حاكم عقلاني وبراغماتي، وتعودنا عليه طوال سنوات وتعلمنا كيفية التعامل معه. ففي النهاية حرص بشار مثلما حرص والده قبله على المحافظة على الهدوء على طول الحدود السورية - الإسرائيلية طوال 40 عاماً الأخيرة، أي منذ نهاية حرب الغفران [حرب تشرين الأول /أكتوبر 1973].

•عندما غرقت سورية في الحرب الأهلية الدموية كان في إسرائيل من تمنى النجاح للطرفين المتقاتلين، بشار والمتمردين، على أمل أن يبقى بشار قوياً بما فيه الكفاية كي يضمن الهدوء في هضبة الجولان، وفي الوقت عينه أضعف من تهديد إسرائيل أو الرد عليها في كل مرة تهاجم فيها شحنات السلاح المتوجهة من سورية إلى حزب الله.

•لكن الحرب في سوريا قد تنتهي في وقت أقصر مما يقدرون في إسرائيل حتى لو أن سقوط بشار ما يزال يتطلب أشهراً طويلة. لكن الأسوأ من ذلك أن تجند نصر الله وإيران لمساعدة بشار الأسد يشير إلى أن المعضلة التي ستواجهها إسرائيل ليست الخيار بين بشار أو داعش، بل بين نصر الله أو داعش. وهذا ما دلت عليه الأحداث التي جرت في هضبة الجولان في كانون الثاني/يناير من هذا العام عندما أرسل حزب الله مقاتليه في وضح النهار إلى السياج الحدودي الإسرائيلي - السوري، وبعد قيام إسرائيل بتصفيهم رد الحزب بهجوم [على دورية للجيش الإسرائيلي] في هار دوف [مزارع شبعا].

•علاوة على ذلك، كلما تعمق تدخل حزب الله في سورية ازدادت تبعية بشار لنصر الله وللإيرانيين. وبناء على ذلك، فالافتراض الذي دفع إسرائيل إلى التفكير بأنه من الممكن أن تثق ببشار لم يعد قائماً.

•من المحتمل أن نصر الله يلتزم المحافظة على الآثار التاريخية، ومن المحتمل أنه سمح بترميم كنيس ميغن إبراهام في بيروت، لكن هذا التحضر لا يصل إلى حدود إسرائيل. ففي الخطاب الذي هاجم فيه داعش أعلن التزامه القضاء على إسرائيل، وكان قبل ذلك دعا اليهود الذين يعيشون في إسرائيل إلى مغادرتها والعودة إلى الأماكن التي جاؤوا منها.

 

•صحيح أن البرابرة أصبحوا على الأبواب وهم يقاتلون بعضهم بعضاً، لكنه عاجلاً أو آجلاً فسيأتي وقت يوجهون فيه سلاحهم نحو إسرائيل. وحينئذ لن يكون هناك فرق بين نصر الله وداعش. ويبدو أن هؤلاء البرابرة هم الذين سيحددون وجهة سورية في المستقبل المنظور.

 

 

المزيد ضمن العدد 2142