أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الشروط الضرورية للتوصل إلى حل الدولتين للشعبين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ليست متوفرة بعد، وأشار إلى أنه إذا حصل أي تغير في الموقف الفلسطيني فإنه يمكن التوصل إلى هذا الحل.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الأحد)، أنه يجب على الجانب الفلسطيني بادئ ذي بدء أن يضع حدّاً لمحاولاته الرامية إلى عزل دولة إسرائيل على الحلبة الدولية ونزع الشرعية عنها.
وأكد الوزير الألماني بدوره ضرورة درس جميع الخيارات للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وأشار إلى أنه يجب التركيز على إعادة إعمار قطاع غزة، معرباً عن اعتقاده أن السعي الى ضمان أمن دولة إسرائيل ينبغي أن يأتي بالتزامن مع ضمان ازدهار القطاع.
وفي وقت لاحق أكد نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية بعد ظهر أمس (الأحد)، أنه لا مبرّر للحملة التي تتعرض لها إسرائيل والهادفة إلى نزع الشرعية عنها. وأضاف أن سحب مشروع القرار الفلسطيني المتعلق بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم ["الفيفا"] يعد إنجازاً مهماً لإسرائيل، وأكد أن الحكومة لن تحني رأسها ولن تسمح بإبعاد إسرائيل عن أي منظمة دولية.
وتطرّق رئيس الحكومة أيضاً إلى التمرين القطري لقيادة الجبهة الإسرائيلية الداخلية الذي بدأ أمس ويستمر خمسة أيام بمشاركة السلطات المحلية وجهاز التربية والتعليم وقوات الإنقاذ والدوائر الحكومية، فأكد أنه يهدف من ضمن أمور أخرى إلى تحضير الجبهة الداخلية للحروب المستقبلية بعد أن اتضح أن هذه الجبهة تشكل أصلاً خط المواجهة كما حدث أثناء عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الصيف الفائت وأثناء حروب وعمليات عسكرية أخرى وقعت خلال السنوات الأخيرة.
وكان رئيس الحكومة أصدر بياناً عقب سحب مشروع القرار الفلسطيني المتعلق بتعليق عضوية "الفيفا" مساء يوم الجمعة الفائت، أكد فيه أن الجهود التي بذلتها الحكومة على الصعيد الدولي أثبتت نجاعتها وأدت إلى فشل المحاولة التي قامت بها السلطة الفلسطينية لإقصاء إسرائيل عن هذه المنظمة الدولية.
وقال نتنياهو إن دولة إسرائيل معنية بالسلام الذي يضمن أمن مواطنيها، لكنه في الوقت عينه أكد أن هذا السلام لن يتحقق من خلال الإكراه وتشويه الحقيقة، وأن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وأشار إلى أن الخطوة الفلسطينية في "الفيفا" تنضم إلى خطوات أحادية الجانب يقوم بها الفلسطينيون في مؤسسات دولية أخرى، وما دام الفلسطينيون يقومون بهذه الخطوات فإنهم يبعدون السلام أكثر بدلاً من تقريبه. وشدّد على أنه بينما تدعو الأسرة الدولية إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة بين الجانبين، يرد الفلسطينيون عليها مرة أخرى بمحاولة اتخاذ خطوات أحادية تمس القدرة على دفع التسوية في المنطقة قدماً.