•توقع الجمهور بعد النتائج القاطعة للانتخابات أن يتحالف الحزبان القوميان البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا بسرعة مع الليكود من أجل تشكيل حكومة. ولم يتوقع أحد المساومة الطويلة والمرهقة على "المبادئ". وفي نهاية الأمر، فإن حقيقة أنه من غير الممكن الاعتماد على ليبرمان، وأن حزب البيت اليهودي أشبه بحجر ضعيف في الجدار، هي التي دفعت إلى استرضاء الحريديم.
•تدل التجربة الإسرائيلية على أن حكومة تعتمد على تأييد 61 نائباً تستطيع أن تكون قوية، واستطاعت في الماضي أن تقوم بخطوات حاسمة، فمناحيم بيغن مع حكومته الثانية بعد فوزه الصعب سنة 1981 قام بغزو لبنان معتمداً على دعم 61 عضو كنيست. كما حكم يتسحاق رابين ما بين أوسلو أ (في أيلول/ سبتمبر 1993) وأوسلو ب (1995) مع 61 نائباً. وانتقل إلى المرحلة ب من اتفاقات أوسلو بمساعدة أعضاء انشقوا عن حزب تسوميت اليميني.
•لكن حكومة قوية ليست بالضرورة حكومة مستقرة. فالاستقرار في مثل هذا التحالف وفي مثل هذه الحكومة يعود إلى ترابط جميع الأطراف ببعضها بسبب حاجتها إلى المحافظة على السلطة.
•يدرك رئيس الحكومة هذا الأمر. وهناك فقط خطوة أمنية وحيدة ليس من الضروري أن تكون هناك حكومة موسعة للقيام بها، وليس من الضروري أن يكون هناك أو لا يكون إجماع حولها، وهي عملية مهمة ضد البرنامج النووي الإيراني. لا شك في أن الحكومة المتوقع تأليفها سيكون لديها مجلس وزاري مصغر يستطيع نتنياهو أن يفعل فيه ما يشاء وسيكون له سيطرة كاملة عليه. لكن من الصعب برغم ذلك ألا يكون بينت عضواً في المجلس، كما كان نتنياهو ربما يرغب بذلك. لكن أفيعدور ليبرمان لن يكون عضواً في هذا المجلس، وهذه أخبار جيدة. إن هذه ستكون حكومة لن يكون فيها ليبرمان وزيراً للخارجية بعد أن شغل هذا المنصب لعدة سنوات. لذا من المتوقع في مثل هذه الحال تعيين شخص يمكن أن يوفّر تمثيلاً معتدلاً نسبياً لما قد يبدو في نظر العالم حكومة يمينية ضيقة.
•من يمكن أن يعين الآن كوزير "معتدل"؟ غلعاد أردان، سيلفان شالوم، يوفال شتاينتس. يقال إن رئيس الحكومة سيحتفظ بهذه الحقيبة لنفسه. من زاوية المسؤولية الوطنية هذا الأمر ليس جيداً، فهناك حاجة إلى وزير خارجية ديناميكي يحدث اصلاحاً في وزارة الخارجية. ومن الصعب رؤية رئيس الحكومة يقوم بذلك. وفي التركيبة القائمة يبدو أردان وحده القادر على ذلك. ونظراً لمطالبة نفتالي بينت بوزارة الخارجية، فإن نتنياهو لن يعين وزيراً للخارجية. لا يستطيع بينت أن يكون وزير خارجية في الحكومة لأن وزير الخارجية لا يمكن أن يكون أكثر يمينية من حكومة يمين. إن بينت رصيد انتخابي لكنه ليس رصيداً وطنياً.
•إن الخطر في حكومة 61 نائباً الحالية يتمثل في وجود عنصرين لا يمكن الاعتماد عليهما. العنصر الأول هو حزب البيت اليهودي، فبينت ليس يوسف بورغ، والبيت اليهودي ليس حزب المفدال القديم. العنصر الثاني حزب شاس بزعامة آرييه درعي، فعندما كان هذا الحزب بزعامة إيلي يشاي كان مستقراً ويمكن الاعتماد عليه تماماً.