قرار روسيا بيع الصواريخ لطهران يقلص احتمالات الخيار العسكري ضد إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•فوجئت إسرائيل والولايات المتحدة بالقرار الروسي بيع منظومة الصواريخ الدفاعية المتطورة من طراز S-300 لإيران. وكانت روسيا وافقت قبل بضع سنوات في أعقاب ضغط أميركي ووسائل إقناع إسرائيلية واعتبارت خاصة بها،على تأجيل قرار بيع منظومة السلاح هذه إلى طهران. لكن حكومة بوتين أعلنت الآن أنها على خلفية الاتفاق الجاري بلورته المتعلق ببرنامج إيران النووي، قررت إلغاء تأجيل الصفقة وتنفيذها. وشدد وزير الخارجية الروسي على أن المقصود هو منظومة دفاعية.

•يطرح القرار أربع خلاصات أساسية: 

1-أن الرزمة بدأت تتهاوى. 2- إمكانية مهاجمة المنشآت النووية في إيران ستصبح أصعب إذا لم تكن مستحيلة، بالنسبة لجيشي إسرائيل والولايات المتحدة. وبالطبع سيكون هذا أكثر صعوبة بالنسبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي الذي لا يملك طائرات شبح. 3- روسيا ليست مستعدة لأن تخسر إيران "كرصيد" لها في الشرق الأوسط. 4- على الرغم من سياسة إسرائيل التصالحية حيال روسيا، فإن تأثيرها على سياسة بوتين الخارجية ثانوي للغاية.

•إن أحد الإنجازات الكبيرة للمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة في كل ما يتعلق ببرنامج إيران النووي هو الإجماع الدولي الحاصل بمشاركة روسيا والصين. وعلى الرغم من أن لهاتين الدولتين مصالح مختلفة وأحياناً متعارضة ومتشابكة مع مصالح الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فقد وافقتا منذ العام 2006 وربما رغماً عن إرادتيهما، على المشاركة في العقوبات التي فرضها مجلس الأمن والغرب على إيران. وجرى ذلك بسبب التوجه الحكيم لواشنطن التي أرادت أن تحظى السياسة إزاء إيران بإجماع. ومن دون هذا التوجه، فإن العقوبات الصارمة التي طالبت إسرائيل بفرضها على إيران والتي دفعت طهران إلى الذهاب إلى المفاوضات وإلى الاتفاق (الذي لم يكتب بعد ولم يوقع وهو ما يزال في اطار المبادئ فقط)، ما كانت لتُفرض. 

•لكن يبدو اليوم أن روسيا قررت العودة إلى سياستها المستقلة إزاء إيران. إن تخوف موسكو من تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن بعد التوصل إلى اتفاق هو الذي يدفعها إلى ذلك، إلى جانب مصالح مشتركة بين البلدين مثل مسألة محاربة تنظيم داعش. وستبذل روسيا كل ما في وسعها من أجل إبقاء إيران ضمن دائرة نفوذها وشريكة كبيرة في التجارة معها. والمطروح هنا صفقات ضخمة تبلغ نحو 20 مليار دولار من النفط والحبوب وغيرها.

•من هذه الزاوية يبدو أنه على الرغم من مساعي إسرائيل بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وشملت زيارات له ولرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى موسكو من أجل فتح طريق إلى قلب بوتين في ما يتعلق بتسليح إيران، فإن إسرائيل تصبح غير مهمة بالنسبة لروسيا عندما يتعلق الأمر بمصالحها الحيوية.

•في النهاية، إن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل هو أن احتمالات تحقيق الخيار العسكري الإسرائيلي إذا كان موجوداً، ستصبح أقل بعد حصول إيران على منظومة صواريخ S-300 ونشرها للدفاع عن أجوائها. فهذه المنظومة هي الأكثر تطوراً في العالم وتستطيع اعتراض أي طائرة أو صاروخ من جميع الأنواع بما في ذلك الصواريخ البحرية، بوساطة رادار متطور يبلغ مداه 300 كيلومتر. وعلى الرغم من هذا كله، فإن سلاح الجو ما يزال قادراً على القيام بهجوم، لكن المخاطر التي ينطوي عليها والثمن الذي سيدفع بالأرواح البشرية وبالطائرات التي ستسقط سيكون من الآن فصاعداً كبيراً جداً. وبالتأكيد تستطيع الولايات المتحدة "الالتفاف" وتحييد هذه المنظومات والقيام بهجوم أكثر نجاعة من إسرائيل.