قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن اتفاقا بديلاً أفضل مع اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه مع إيران كان يتعين عليه أن يقلص قدراتها النووية على نحو ملحوظ، وأن يرهن رفع القيود عنها بوقف عدوانها في المنطقة والعالم وبتخليها عن تهديداتها بالقضاء على دولة إسرائيل.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى صحافيين أجانب أمس (الأحد)، أكد فيها أيضاً أنه خلال الأيام الأخيرة أثبتت إيران مرة أخرى لماذا لا يمكن الوثوق بها، فهي تصرّ على الاحتفاظ بقدراتها النووية واسعة النطاق التي تستخدمها من أجل إنتاج القنابل النووية كما تصرّ على رفع جميع العقوبات على الفور، وهي ترفض السماح بالقيام بعمليات تفتيش فعالة في جميع منشآتها المشبوهة وفي نفس الوقت تواصل شنّ عدوانها غير المتوقف على المنطقة وممارسة الإرهاب في كل أنحاء العالم.
وأضاف نتنياهو: "لذا أود أن أشير مرة أخرى إلى مقومين أساسيين للبديل من اتفاق الإطار السيئ: أولاً، بدلاً من السماح لإيران بالاحتفاظ بقدراتها النووية وبتطويرها، سيقوم الاتفاق الجيد بتقليص هذه القدرات بشكل ملموس، على سبيل المثال من خلال إغلاق المنشآت تحت الأرض وغير القانونية التي أخفتها إيران عن المجتمع الدولي خلال سنوات طويلة؛ ثانياً، بدلاً من رفع القيود التي فرضت على المنشآت النووية الإيرانية وعلى برنامجها النووي في موعد حُدّد مسبقاً سيقوم الاتفاق الجيد برهن رفع هذه القيود بوقف العدوان الذي تشنه إيران في المنطقة وبوقف الإرهاب الذي تمارسه في كل ربوع الأرض وبالكف عن التهديدات التي تطلقها بتدمير إسرائيل. إن إيران تحتاج إلى اتفاق أكثر من أي طرف آخر، وبدلاً من تقديم تنازلات خطرة لإيران، آن الأوان للمجتمع الدولي لأن يعود إلى مطالبه الأصلية بل عليه أن يقوم بتشديدها أكثر. لا يجوز لنا أن نسمح لإيران وهي أكبر راعية للإرهاب في العالم بالحصول على مسار سهل لامتلاك أسلحة نووية تهدد العالم كله".
وذكرت صحيفة "هآرتس" (12/4/2015) أن نتنياهو أكد في اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية عُقد قبل أسبوع ونصف الأسبوع أنه يخشى أن تلتزم إيران على نحو كامل الاتفاق مع الدول الست الكبرى في حال توقيعه في الموعد المحدد يوم 30 حزيران/ يونيو المقبل وأن تتجنب خرقه لأن ذلك سيعني أنه سيكون من المصعب فرض عقوبات جديدة ورقابة صارمة على مشروعها النووي بعد 10 أو 15 عاماً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعين قولهما إن نتنياهو شدد خلال اجتماع المجلس المصغر على أنه يخشى أيضاً أن يدقق الإيرانيون في كل حرف من بنود الاتفاق بما يتيح لهم إمكان الالتزام به ويجعل من الصعب اتهامهم بالاحتيال وبخرق الاتفاق.
كما يخشى نتنياهو أن تتحرر إيران من العقوبات وأن تصبح بعد 10 - 15 عاماً دولة طبيعية ذات شرعية دولية لا تستدعي القلق، وسيكون من الصعب أو حتى من المستحيل إقناع المجتمع الدولي بضرورة فرض رقابة على نشاطها النووي أو تجديد فرض العقوبات عليها.
ووفقاً للصحيفة تقرّر في الاجتماع بذل محاولات أخيرة لإجراء حوار مع الإدارة الأميركية بهدف تحسين بنود الاتفاق المستقبلي مع إيران، فيما أكد نتنياهو وباقي أعضاء المجلس الوزاري المصغر أن السبيل الوحيد لإحباط الاتفاق هو إقناع أعضاء الكونغرس بالتصويت نعم لمشروع قانون بادر إليه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري بوب كروكر يفرض مراجعة الكونغرس لكل اتفاق نهائي قبل أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران.