من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•"لا يمكن فهم كيف أنه في وقت تواصل فيه قوات مدعومة من إيران السيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن، يغضون في لوزان النظر عن هذه العدوانية" صرخ رئيس الحكومة رداً على اللامبالاة الدولية حيال صرخاته اليائسة ضد الاتفاق مع إيران.
•نتنياهو على حق، وقلقه على مستقبل اليمن صادق ومؤثر. لكن اليمن ليس الموضوع الوحيد، فالمجتمع الدولي بزعامة الرئيس الأميركي الذي بحسب نتنياهو يمشي مغمض العينين نحو الفخ الإيراني، هو نفسه الذي امتنع عن مواجهة جبهوية مع روسيا عندما ضمت شبه جزيرة القرم وسيطر أعوانها على شرق أوكرانيا، وهو أيضاً الذي يتجاهل 230 ألف قتيل في سورية والذي فشل في معالجة مشكلة ملايين اللاجئين، وهو لا يتخذ موقفاً صارماً من الفظائع التي ترتكبها بوكو حرام في نيجيريا.
•لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن عجز المجتمع الدولي هذا هو بمثابة نعمة. إن لامبالاة المجتمع الدولي حيال احتلال أراضي الضفة والقدس الشرقية، وحيال الحصار على غزة وانتشار يهود في مناطق من المفترض أنها تعود إلى الدولة الفلسطينية، هو المرتكز القوي لنتنياهو. لذا فمن الأفضل له أن يكون حذراً، فالذي يريد من المجتمع الدولي التكشير عن أنيابه ضد الاحتلال الإيراني لليمن، يدعوه أيضاً إلى الانقضاض على إسرائيل. ومن يوّبخ الدول الكبرى لعدم قيامها بشيء ضد احتلال أراض في الشرق الأوسط ، عليه أن يتذكر أنه يعيش في بيت من زجاج.
•مثل شقيقتنا اليمن، يشعر نتنياهو نفسه محمياً من قبل الائتلاف العربي الذي يشعر بالخوف من توسع الهيمنة الإيرانية في المنطقة، كما لو أن كل ائتلاف عربي ضد إيران هو ائتلاف مع إسرائيل. إن سحر الجبهة العربية الموحدة التي تقاتل في اليمن ضد إيران جعلت نتنياهو ينسى خوفه التقليدي من ائتلاف عربي يقدم نفسه منذ الآن بصفته جزء من المحور السني الذي يقاتل المحور الشيعي.
•لكن مع الأسف، فالسعودية ومصر ودول الخليح التي يطلق عليها وصف "الدول الموالية للغرب"، هي الدول نفسها التي تعتبر إسرائيل محتلاً يجب طرده من المناطق. وعداء هذه الدول لإيران لا يغير نظرتهم إلى إسرائيل. ومن يرى في السعودية حليفاً ضد إيران، يتعين عليه أن يتذكر أنها هي السعودية نفسها التي طرحت المبادرة السعودية [مبادرة السلام سنة 2002] التي رفضها نتنياهو، وأن الحلف المعادي لإيران هو الذي يطالب إسرائيل بتبني المبادرة العربية كسبيل لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
•إن الحقيقة هي أن إسرائيل تحت حكم نتنياهو لا تنتمي إلى أي تحالف عربي أو دولي. إنها دولة معزولة لم تستطع أن تنجح في إقناع العالم بالخطر الذي يتربص بها. وعندما دُعيت إلى الانضمام إلى الائتلاف العربي الذي سعى إلى حل النزاع، رأى نتنياهو في هذا الائتلاف خطراً، وفي الرغبة في إقامة دولة فلسطينية تهديداً بتدمير إسرائيل. ففي نظره فلسطين وإيران متشابهتان، ومحمود عباس وخالد مشعل وزعيم داعش أبو بكر الغدادي وآية الله خامنئي إخوة متشابهون من صنع الشيطان وأقرباء لعائلة باراك أوباما، والاتفاق مع الفلسطينيين لا يختلف عن الاتفاق مع إيران، لأن قيام دولة فلسطينية معناه وجود قوات إيرانية على حدود إسرائيل مثلما حدث تماماً في سورية واليمن ولبنان.
•ومن يجرؤ على عدم الاقتناع بهذه التنبؤات المتشائمة التي تجمع جميع المخاطر في العالم من أجل تبرير الاحتلال إلى الأبد؟ بقي أمر وحيد صغير من أجل استكمال نجاح هذه الكذبة: منع الاتفاق مع إيران. وإذا وقّع، تصويره على أنه خطر مستمر، لأنه عندما ستحصل إيران على الشرعية الدولية وتعيد بناء اقتصادها وتقيم علاقات جيدة مع دول الغرب، فإنها لن تستطيع أن تخدم إسرائيل بوصفها تهديداً خطراً لا يمكن بسببه إقامة دولة فلسطينية.