من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•منذ سنوات عديدة تصدر عن اليسار والوسط الصهيونيين رسائل انهزامية تعكس عدم ثقة حقيقية بقدرتهما على التغيير. أما التيارات الدينية التي ازدادت رسوخاً هنا فهي تؤمن بالله لكنها تقف بصورة تلقائية إلى جانب اليمين القومي. وفي عملية "الجرف الصامد" كان الشارع [الإسرائيلي] واقفاً على حافة فاشية - جديدة.
•لفترة طويلة لم يكن البديل، الذي ليس ممثلاً بالضرورة في حزب واحد، يؤمن بقدرته على ممارسة الحكم، وكان يكتفي باصطياد الأصوات من هنا وهناك. لكن يبدو أن الوضع قد تغير، فقد أثبتت انتخابات صورية أجريت في المدارس والكليات وجود تغير في التوجه. وثمة عدد متزايد من الشباب باتوا مستعدين اليوم لأن يديروا ظهرهم لليمين المتشدد الذي يمثله نتنياهو ونفتالي بينت. في الفترة الأخيرة التقيت شاباً من القدس ابن عائلة من اليمن كانت لديها علاقة وطيدة بمنظمة الإيتسل [الميليشيا التي تزعمها مناحيم بيغن قبل نشوء دولة إسرائيل وعرفت عربياً باسم عصابة الإرغون]، وقد فاجأني خلال الحديث معه بإعلانه بكل فخر أنه مع ميرتس وقال: "أنا مع ميرتس، وأصدقائي مع التصويت إلى جانب حركة بديلة غير الليكود". وحتى عمير بيرتس يزعم أن لديه انطباعاً بالاستناد إلى ما يحدث على الأرض، بوجود تغيير في الرأي العام، ليس هناك تحول شامل، لكن شعار "لا بيبي بعد الآن" قد جرى استيعابه وآخذ في التسرّب.
•عندما عُين مئير داغان رئيساً للموساد فوجئتُ وشعرتُ بخيبة أمل. فقد كان ناشطاً في صفوف الليكود في انتخابات سنة 2001، وكان يبدو لي رمزاً يمينياً صقرياً متحمساً. لكن بعد تسع سنوات كاملة قضاها في منصبه، تحول إلى أكبر مدع عام ضد رئيس الحكومة في مجالي الأمن والخارجية. وبرغم مرضه وألمه فهو يصعد إلى المنصة ويحاول تعبئة مواطني إسرائيل ضد الخط الذي تنتهجه اليوم حكومة نتنياهو.
•وهناك أيضاً شبتاي شافيط الذي سبق داغان في رئاسة الموساد. لقد التقيت به أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، وفي معظم المرات كنا نختلف في مواقفنا. وكان يبدو لي صقرياً يمينياً متشدداً، لكنه من جهة أخرى رجل متزن. وعندما يكتب رجل مثله مقالاً يدعو إلى تغيير الحكم فإن ذلك يعبر عن تجربته في الماضي وعن قلقه على المستقبل في ظل زعامة نتنياهو.
•صحيح أن جميع هذه القصص لا تدل على توجه عام، لكن على الرغم من ذلك فمن المحتمل جداً أننا إزاء بروز تحول أمام أنظارنا. صحيح أن الحسابات البسيطة لا تزال تميل إلى نتنياهو - يقسم الذين يقومون بتقدير أشكال الائتلاف المحتملة أنه حتى لو انخفض تمثيل الليكود في الكنيست بصورة كبيرة، فإن الصورة الاقتراعية العامة ستسمح له بالبقاء في السلطة، لكن على الرغم من ذلك يمكننا أن نكون أكثر تفاؤلاً وثقة، فيستحاق هيرتسوغ يحظى أكثر فأكثر بالشرعية، ويائير لبيد يظهر قدرة على الصمود، والخوف على مصير ميرتس سيساعدها على عبور نسبة الحسم، واليقظة وسط العرب من مواطني إسرائيل قبيل الانتخابات ستؤثر على الصورة الاجمالية وستشكل ثقلاً مضاداً لكل من بينت وباروخ مارزيل.
•من الصعب تغيير رأي من ينتمي إلى معسكر قليلي الإيمان، من أصحاب التفكير الحتمي الذين يتجاهلون علامات التغيير. ومع ذلك، فإن مثل هذا التغيير ممكن.
•يشبّه نتنياهو نفسه بونستون تشرشل. وهذا تشبيه مشكوك بأمره. لكن على الرغم من ذلك يجب أن نتذكر أن تشرشل انهزم في انتخابات 1945 برغم انتصاره الكبير في الحرب، لأن الشعب أراد زعامة لديها جدول أعمال مختلفاً. في هذه الانتخابات يبدو أن الناخبين في إسرائيل يريدون جدول أعمال مختلفاً، فهم يريدون حلاً لمشكلة المساكن وانهيار الطبقة الوسطى، يريدون أملاَ بدلاً من حملة التخويف المستمرة. فهل سيؤدي هذا إلى سلطة مختلفة؟ يجب أن نؤمن بذلك وأن نعمل على تحقيقه.